12 نوفمبر 2025
تسجيل"سمانديقا" كلمة هندية تعني من يجلس يحفظ البضاعة او الامتعة "السامان"، بينما "ديقا" تعني حارس، وجرت العادة في مجتمعاتنا الخليجية على استخدام هذا اللفظ للعاطل عن العمل او الذي لا شغل لديه. لكن في الحقيقة إن هناك مظاهر أعمق من ذلك، تدل على ترسب معنى هذه الكلمة الى العقل الباطني فقد يكون "السامان" ساماناً معنوياً، وقد يكون "الديقا" مؤسسة او وزارة او جهازا حكوميا، أو قد يكون "السامان" تقاليد بالية و"الديقا" مشروعاً أو جهة رقابية، قد يكون "السامان" فكراً و"الديقا" مدرسة ومنهجاً، فبالتالي ينتج المجتمع ثقافة في شموليتها "سمانديقا" أو ثقافة حراسة البضاعة القديمة. كثيرة هي مظاهر "الديقا" او الحارس في مجتمعنا بجميع اشكالها الاجتماعية او الاقتصادية او حتى الدينية، كذلك كثيرة هي أشكال "السامان" في ثقافتنا من تاريخ او نصوص أو مؤلفات تاريخية او كتب أنساب او شجرة أنساب، كل هذا "السامان" يحتاج الى أكثر من "ديقا" لحراسته سواء من جهة الحكومة او من جهة الافراد. في المقابل هناك اتجاه او توجه ظاهر وقوي في ايجاد "سامان" لا يحتاج الى "ديقا" لحراسته، لأنه "سامان" متجدد او جديد على المجتمع يحتاج الى الانتشار حتى عن طريق السرقة، لذلك لا يحتاج الى من يحرسه، سواء من ثقافة أو سلوكيات فردية أو مناهج تعليمية أو مناسبات اجتماعية، "سامان" معنوي ثقافي لا يجلبه صاحبه معه، بل هو نفسه يحتاج الى أن يتوطن ليجد له صاحبا. هنا يجد "مجتمع السامانديقا" نفسه أمام مأزق حقيقي، لا يستطيع معه حولاً، فهو تعود على السلبية عن طريق اسلوب الحراسة لينجو، بينما البضاعة الجديدة لا تحتاج الى حراسة لأنها اصلاً ثقافة بلا حراسة ولا سقف ولا حدود، لا تحتاج الى حارس الا الذات ولا منهج سوى الاقتناع والتداول والحوار، على المجتمع أن يعي وقبله الدولة أن الازدواجية في وجود الثقافتين، ثقافة "سمانديقا" و"ثقافة التجديد بلا ديقا" لا تجتمعان. فنفتح ثقافة السامان للمراجعة والتمحيص ومواكبة العصر حتى تصبح قادرة على الاندماج والتآلف مع تجدد الدولة حتى لا يصبح المجتمع بين ثقافتين على المستوى الافقي، وهو الذي لم يلج عالم التعددية الثقافية بعد من بابها الواسع ونضع "الديقا" الحارس في مكانه الامثل في حماية المجتمع امنياً لا ثقافيا، حيث الثقافة تحمل بين طياتها بذور حمايتها فإن ماتت هذه البذور فذلك يعني انها ثقاقة ضعيفة تستحق الموت. [email protected]