08 نوفمبر 2025
تسجيليشهد شهر ديسمبر من كل عام أجواء وطنية يعيشها الصغار والكبار، حيث نحتفل باليوم الوطني والذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، ولن ننسى ما حيينا احتفال اليوم الوطني لعام 2022، حيث صادف اليوم الوطني نهاية كأس العالم والذي تستضيفه لأول مرة دولة خليجية، عربية ونجحت في التنظيم نجاحاً منقطع النظير، وما زلنا نشعر بنشوة النجاح والفخر خاصة عندما نلتقي بالشعوب الأخرى التي تشيد بتميز التنظيم وروعة الأجواء العامة للمونديال في قطر، فقد أثبتت قطر للعالم قدرتها على تنظيم أهم حدث رياضي تتهافت الدول العظمى للحصول على شرف الاستضافة وطالما كانت تلك الدول تشعر أنه حصر على الدول الكبرى فقط ولكن قطر استطاعت تغيير المفاهيم في ذلك ووضعت بصمتها الواضحة على خريطة الأحداث الرياضية. وليست الأحداث الرياضية التي تتميز فيها قطر، بل إستراتيجيتها الدولية ورؤيتها السياسية هي ما تميزت به في عام 2023، وأصبحت الدوحة عاصمة الوساطة والمفاوضات بين الدول المتنازعة واستطاعت بحكمتها حل أكثر الملفات تعقيداً مثل الملف الأمريكي الأفغاني والذي وصل لاتفاق بين أمريكا وطالبان استطاعت فيه الإفراج عن مواطنين أمريكان محتجزين في أفغانستان وحل قضايا أخرى شائكة بينهم والتوصل لحلول سلمية، كما نجحت قطر في تقريب وجهات النظر بين أمريكا وإيران، حيث تم الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بين البلدين واستطاعت إيران الحصول على أموالها المجمدة في كوريا الجنوبية ليتم صرفها على المشاريع الإنسانية بمراقبة قطرية، وهو ما عزز دور قطر لدى أمريكا التي صرحت بأهمية دولة قطر كشريك دولي موثوق به في مجال الوساطة، وصنف الرئيس الأمريكي جو بايدن قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما كان لقطر دور في دارفور في السودان، ونجحت في الملف الإريتري الجيبوتي وإطلاق سراح أسرى، ومثلهم في سوريا، واتفاق سلام للمصالحة في تشاد. وتتبنى قطر ملف القضية الفلسطينية وتوليها الاهتمام في كل المحافل الدولية وتسعى لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وتسعى لأن يرجع الحق لأهله وأن ينعم الفلسطينيون بأرضهم ويعيشوا بأمن وأمان ويتمتعوا بحقوقهم الإنسانية. ومنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023 تسعى قطر مع الدول الصديقة بكل ما أوتيت من حكمة لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية التي يقوم بها الإسرائيليون بحق أهالي غزة، واستطاعت بالمفاوضات تطبيق هدنة استمرت عدة أيام وتم تبادل أسرى فيها، ومنذ عودة المجازر الإسرائيلية ولم يغف لقطر جفن، حيث تسعى الخارجية القطرية لوقف الحرب غير العادلة والتي استهدفت الأطفال والنساء وعزلت غزة عن الكهرباء والماء والغذاء والدواء وجعلتها مقبرة لأهلها، ونصرة قطر حكومة وشعباً لأهل فلسطين وغزة تم إلغاء مظاهر الاحتفال باليوم الوطني والتي اعتدنا عليها، واكتفت اللجنة المنظمة باليوم الوطني بفعاليات ثقافية وتراثية في درب الساعي، وذلك احتراماً للحزن العام الذي يخيم على الدول العربية وإحساساً بالألم الذي يعيشه أهل غزة الذين لا ننفك من الدعاء لهم ليل نهار بأن يمدهم الله بالصبر والقوة وبجنود من عنده يقاتلون معهم وأن يحفظهم من تلك الغارات الظالمة المستبدة التي يصبحون ويمسون عليها! * تتلخص أوليات السياسة الخارجية لدولة قطر في تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والنزاعات، دعم وترسيخ الجهود الرامية إلى تقليص الحاجات الإنسانية المتوقعة في الحالات الطارئة، التوصل إلى حلول للنزاعات من خلال الحوار والوساطة، تعزيز التنمية المستدامة والحد من التمييز ضد المرأة والأقليات الدينية، وأثبتت قطر تنفيذها لتلك الأوليات في مواقف دولية عديدة! * كل عام وقطر وأميرها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، وحكومته الرشيدة وشعبه الوفي بخير وأمن وأمان، وبارك الله في الجهود الإنسانية التي تسعى لها قطر حفظاً للإنسان.. تحقيقاً للسلام.