12 نوفمبر 2025
تسجيلأن تؤسس وطناً يعني أن تؤسس مكاناً تحت الشمس ليصبح أرضاً لها أحبة، وناس لها ينتمون، وفي حبها يتنافسون، ومن أجلها يتفانون، وهذه قطر الأرض الكريمة التي احتضنتنا صغاراً فوجدنا فيها وطناً آخر نحبه، واخوة لنا نعتز بهم، بل لا أغالي لو قلت إننا وجدنا أهلاً وعشيرة يواسون هم اغترابنا بطيب عشرتهم، وجميل مودتهم، وحسن وفادتهم. إن الذي عاش على تراب هذا الوطن عقوداً مثلي يعلم تماماً كيف كانت قطر وكيف أصبحت، كثيرون مثلي تسورهم الدهشة وقد كنا نلف الدوحة في عشر دقائق أو يزيد قليلاً لنعجز اليوم عن الاتيان بأطرافها في أكثر من ساعة! تغيرت الدوحة الصغيرة لتكبر في ظل أمير يحرس فرحتها وهي تتألق وتتميز، يهبها من قلبه وعقله لتصبح دوحة العز التي ملأت أخبارها الآفاق بجديدها المثير للإعجاب والدهشة، ويوماً بعد يوم يرتفع البنيان على كل صعيد، وتتعزز الإنجازات في كل محفل، والاعتماد جل الاعتماد على تنمية بشرية مستدامة ترسم الغد القطري كما حلم به راعيها وهو الممسك بدفة السفينة يقودها بحكمة واقتدار يعاونه شعب وفي. غداً ذكرى يوم أسس فيه الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله دولة قطر لتشرق شمس غد على كيان يسعى نحو القمة بُذل فيه الوقت والجهد والإخلاص والحب، يظلل هذا كله الإيمان بحتمية الوصول إلى كل حلم كان تهويماً ما دام في القلب أمل، وفي النفس طموح. غداً تلبس الدوحة ثوب البهجة والابتهاج بيوم سعيد، غداً زهر، وخضرة، ونخيل خلاب يقف شامخاً وقد تزيا عباءات من نور ليكون النور درباً للسائرين حاملاً مصابيح الضياء ليكون الضياء نبراساً للعابرين، ولقد أعادتني مصابيح النور إلى خواطر تتداعى الآن إذ أن سطوع النور في أي بناء لا يكون عادة إلا بعد الاكتمال، نور اليوم له أصل في الأمس، لقد أسعدني أن أجري مقابلتين صحفيتين هما الأهم خلال عملي الصحفي مع رموز هذه الأرض الطيبة الأولى مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله للمجالس المصورة الكويتية وما كنت أحسب يومها أن ما كان يبثه من آمال لقطر ويرجوه يمكن أن يكون حقيقة تلمس بهذه السرعة المدهشة وبهذا الإبهار اللافت، أما المقابلة الثانية التي كانت حديثاً شاملاً مع سمو الشيخة موزا والتي بثت فيها كل تطلعاتها التي تصبو إليها لتكون حقيقة تراها العين وتلمسها اليد، ما كنت أتصور أن تكون كل تلك الأمنيات الوليدة في مهدها إنجازات باسقة أبهرت كل من رأى، لقد كان الحلم بالنور الذي يتزياه النخيل اليوم حلم القادة لوطن يصبو إلى البناء والاكتمال ليمهد للعابرين من بعد طريقاً يملؤه النور، انه هدية الربابنة للأجيال القادمة، إنه زرع اليوم، وجهد اليوم، وتعب اليوم، الذي رعاه القائد المحبوب ليضع قطر في مكانها اللائق تحت الشمس. • * * • طبقات فوق الهمس • مع الابتهاج باليوم الوطني تحية لائقة بإدارة الحدائق العامة بوزارة البلدية والتخطيط العمراني على لمسات الجمال الفريدة التي ترسمها بلوحات فاتنة من الزهور والورود. • على قناة الريان عادت بذكرياتها، حكت عن مشاعرها نحو قطر وقيادتها، لم تنافق، ولم تجامل، قال قلبها كل ما حفظه للأرض الطيبة من حب، وكل ما احتضنته دواخلها من مشاعر صادقة، نقية لا تعرف التزييف، أعادتنا لوقفات تجلت فيها إنسانية القائد بالعون والرفد والعزاء لمن خدم قطر، ذكرتنا بمواقف ظلت ماثلة في الذاكرة ما برحتها لتكون باقات زهر تهدى كلما عنت الذكرى، كل من تابعها عاد إلى عمر طويل من العطاء، والتفاني، والتألق، والألق، بتليفزيون قطر قدمت خلاله باقة من البرامج المثمرة بنجاح لافت، أهلاً بذهبية الصوت دائماً الصديقة العزيزة ذهبية جابي. • تحية لائقة بكل الود أقدمها للأستاذ "سلمان السليطي" الذي قدم لي دعوة للمشاركة بصالون الثلاثاء في همسة "قطر في عيونهم" لظروف قاهرة لم أستطع التلبية ولكني بعد التحية على الدعوة أقول لقد أحببت قطر حباً لا يعرفه إلا أنا وشهادتي في نفسي مجروحة، لكن يظل في الروح حنين لا يهدأ حتى إذا ما غادرت قطر ولو لسفرة قصيرة، ويظل القلب معلقاً بكل ما فيه من حب لمساحة يسميها الناس على الخريطة قطر، وأسميها البلد الذي عشقت. • إنسانيات • ليس مهماً أبداً أن تحمل جواز البلد الذي تحب كي تكون مواطناً يستمتع بكل مميزات المواطنة، فكم من مواطنين لا يحملون إلا قلوبهم المحبة التي لا تحتاج إلى أختام أو تأشيرات. • الرد على الجميل لا يكون إلا بالجميل، يعرف ذلك صاحب كل قلب نبيل. • انتبه فكسر خاطر إنسان لا يحدث صوتاً ولكنه يحدث ألماً مرعباً. • أعرفه كما أعرف اسمي، كان أخاً وفياً لصديقه لدرجة تثير الدهشة وأيضا الغيرة والحسد، ما ترك صديقه أبداً لا في عسر ولا يسر، لازمه في أتراحه قبل أفراحه، في مرضه قبل أيام عافيته، غاب الأخ يوماً وغابت أخباره، حسب صديقه أنه غاضب من موقف، أو مقاطع لانشغاله بعمله أو أصدقاء جدد، أو... أو... أو، لم يتوقع قط أن عدم رده على الاتصالات ما كان إلا لوعكة صحية ألمت به فجأة، لم يصارح بها أحداً، ولم يشأ أن يحمل همه أحداً. • ما أكثر ما نسيئ للنبلاء في زماننا، وما أكثر ما نتلقى من صنوف محبة الأوفياء زلالاً فنرد بماء ملح أجاج، اللهم أرزقنا فهم معنى الأخوة ولا تجعلنا كالإسفنجة نشرب الماء الطيب كله دون أن نجود بقطرة ماء! • أعجبني جداً قول عبدالرحمن الدرويش: "قمة الصبر أن تسكت وفي قلبك جرح يتكلم، وقمة القوة أن تبتسم وفي عينيك ألف دمعة". • إذا أوجعك الناس كن نبيلاً وعاملهم بالإحسان. • إذا هجم عليك وجع عقوق صاحبك عُد إلى ذكرياتك الجميلة وتدفأ بها. • قلب صادق يعنى حباً صادقاً.