13 نوفمبر 2025

تسجيل

نظــــرة أردوغـــــان الثـــاقبـــــة !

17 نوفمبر 2019

جلس الاثنان وحولهما عشرات الكاميرات لعلها تلتقط شيئاً يحاول الرئيسان إخفاءه.. ظل ترامب دقائق طويلة يتغزل في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بينما ظل الأخير ينظر إلى نفس الكاميرات بابتسامة هادئة لم تؤثر فيه كلمات نظيره، وحينما جاء دوره للحديث كما طلب منه الرئيس الأمريكي قال أردوغان: لا أهوى الحديث مطولاً فأمامنا مؤتمر صحفي ومن المؤكد أنني سأتحدث فيه طويلا! لتظهر علامات تعجب من ترامب لم يكن ليتوقعها أمام سيل الغزل الذي صرح به ووصف به الزعيم التركي بأنه شخص ذو بأس شديد وأنه يعده صديقاً شخصياً له رغم الاختلافات التي تطرأ بينهما حول السياسات الخارجية المشتركة بين بلديهما، ومنها عملية نبع السلام التركية التي شنتها أنقرة على عصابات الأكراد الإرهابية وتدخلت واشنطن لتعطيها تركيا مهلة لحل الأزمة مع الأكراد قبيل أن تعاود عمليتها التي يبدو أنها نجحت منذ ساعاتها الأولى ولكن من عليه أن يصف العلاقات الأمريكية التركية بالضبط؟! من عليه أن يصف شخصية ترامب تحديدا إزاء العند التركي الذي يظهر في شخصية أردوغان الصعبة تجاه كل شخص يمكنه أن يقلل من القدرة التركية على مواجهة التحديات التي يمكنها أن تخالف السياسة والمصالح الأمريكية؟! في نظري أن الرئيس التركي قد قلب مفاهيم الزعامة الإسلامية التي تستطيع بكل أريحية أن تقف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية وضد ما يقوله أي رئيس في البيت الأبيض، وفي الحقيقة أن هذا الأمر بات حديث الإعلام الأمريكي خصوصا من الصحف والقنوات التي تخالف نوعا ما سياسة ترامب وتراه شخصاً متناقضاً بعد وعود كثيرة ساقها قبيل فوزه بالرئاسة في سحب أفراد جيشه من منطقة الخليج والعراق ثم طالت به هذه الوعود لتصل إلى إقراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا وأنه بات كافياً ما فعلته قواته حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط ولا أدري ماذا عنى ترامب بما كان كافيا من قواته إن كان تعميرا أو تدميرا ولا أظن أن التعمير سيكون له نصيب الأسد في هذا!. عموما يبدو أن أردوغان بحسب ما تناقلته وسائل إعلام تركية وأمريكية رفض الحديث عن شراء بلاده لمنظومة الدفاع الجوية إس 400 الروسية والتي لا يزال شراء أنقرة لها يثير غضب واشنطن رغم عقوبة الكونجرس بمنع بيع منظومتهم إف 35 لتركيا وإلغائه لهذه الاتفاقية التي سبق إبرامها بين البلدين، وذكر الإعلام أن الرئيس التركي رأى أن هذا الأمر يخص شؤون بلاده الداخلية وأنه لا يمكن لأي دولة أن تتدخل فيما اعتبره أردوغان خطا أحمر غير أنه قال إنه يمكن مناقشة شراء سلاح الشبح إف 35 الأمريكي في حال أبدت واشنطن مرونة حول هذا الأمر دون أن تربط هذا الموضوع بالسلاح الروسي الذي ستتسلم تركيا الدفعة الثانية منه في أواخر شهر مارس 2020، ولذا يبدو أن الطيب أردوغان ماض في هذه الشخصية التي تقلق منه زعامات الاتحاد الأوروبي دائما ولا يبدو طبعا أن الرئيس مهتم بذلك معللا بأنه يمضي ببلاده نحو ما يريده شعبه وما يرجوه وليس ما يمكن أن يراه من العين الأمريكية أو الأوروبية ولا أخفيكم أنني بت أتتبع كل لقاءات الرئيس التركي في رحلاته الخارجية لا سيما إن كان ضيفا في البيت الأبيض، لأن ما يظهر لا يبدو لي كافيا بقدر الذي يكون مادة دسمة للإعلام ويكون أكثر جاذبية ورغبة في المتابعة ولا أظن أن اجتماعات ترامب وأردوغان يمكن أن تحرمنا من هذه المتعة التي وإن غلبتها مصالحات ضمنية إلا أن المصلحة العلنية تبدو أكثر واقعية.! فاصلة أخيرة: قد تغلب روح المصالحة ولكن يبقى للمصلحة الصوت الأعلى ! [email protected]