16 نوفمبر 2025
تسجيلمن جميل ما قال الإمام الشافعي:دع الأيام تفعلُ ما تشاء... وطب نفساً إذا حكم القضاءولا تجزع لحادثة الليالي... فما لحـوادث الدّنيــا بقـاءإنه بلا شك دعوة إلى الإيمان والتسليم بالقضاء والقدر، والصبر والتصابر، فلا الحزن والكآبة على ما فات ينفعان، ولا الهم والقلق مما هو آت، سيغيران من الأمر شيئا.. إنك حين تبدأ ببذل الجهد وحرق الطاقة لمعرفة المستقبل أو التفكير فيما هو آت، وتصور أشياء لم تتحدد ملامحها بعد، ثم تبدأ تتفاعل معها سلباً على وجه التحديد، فهذا أمر لا يقول به عاقل.. ومثله من يستمر في الذوبان والاحتراق للماضي البعيد، يتذكره ليتجرع الأحزان والآلام.. فما فات فات ولن يعود بحزن أو غيره.فوّض أمرك إلى الله وتوكل عليه واستمد منه قوتك على المسير في الحياة..تذكر الماضي لتستفيد منه كدرس وعبرة، لا لإعادة الأحزان وتجرع مرارتها تارة أخرى، فما تكون قد تجرعته يكفيك، وبالمثل خطط لمستقبلك بما يكفي لتجنب الفوضى أو مصادمة الأشياء على حين غرة أو فجأة.. والأهم من ذلك أن تهتم بحاضرك الذي يستحق الاهتمام وبذل الجهد فيه وعليه. ذلك أن الاهتمام بالحاضر هو الأصل في حياتنا اليومية، مستندين إلى وقائع الماضي الإيجابية فندعمها، والسلبية فنستفيد منها ونحذر الوقوع فيها مرة أخرى.لا معنى لتذكر الماضي طوال الوقت، أو التحرق شوقاً لمعرفة المستقبل والغيب، في ظل تغييب وعدم اهتمام بالواقع الذي تعيشه وهو الحاضر.. إنك إن اهتممت بحاضرك خير اهتمام، مستفيداً من الماضي، فإنك بذلك تعد العدة الجيدة للمستقبل. وقصدي من الحديث ألا تجلس وتضيِّع وقتك في استطلاع الغيب والمستقبل، فتتراءى لك خيالات ورؤى سلبية فتقوم بتصديقها وبالتالي تكدر أجواء حياتك، أو رؤى إيجابية فتفرط في التفاؤل، وأنت لا تدري ما هي الظروف والمتغيرات التي في الطريق.من هنا أتمنى ألا تنشغل إلى حد الإفراط في تذكر الماضي الفائت واستشراف المستقبل الغائب، أو التفريط في الحاضر الذي بين يديك.. حاول ألا يكون هناك إفراط أو تفريط في حياتك، إن صح وجاز التعبير، بل التوازن مطلوب.. جرِّب أن تعيش حاضرك كما ينبغي، متوكلاً على الله.. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. جرب هكذا أسلوب حياة، فلن تندم أو تخسر، بإذن الله.