08 نوفمبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي تمر به البلاد بأصعب الأحوال، دماء تسفك، وانتهاك لحرمة البيوت، وقتل لأسباب غير معقولة، وضرب مؤسسات الدولة وتفكيك أجهزتها وسيطرة ميليشيات، وسيطرة هؤلاء وإرهابهم للناس، وفقر وجوع وخوف، نرى أناسا يعيشون خارج التاريخ وكأن الأمر لا يعنيهم، الصمت أطبق على الساسة الذين أشغلونا بخطبهم أيام الثورة التي أوصلتهم للكراسي وأنستهم دورهم ومسؤوليتهم الوطنية تجاه شعبهم وإعادة البناء. واليوم وبعد نرى مجازر ومذابح وخوفا، نجد مظاهرة تخرج في صنعاء وهذه المظاهرة ليست دفاعا عن الجنود الذين قتلوا في حضرموت غدراً ولا عن الصيدلاني الضعيف الذي قتل بلا حول ولا قوة ولا لانفجار التحرير ولا لتعطيل أعمال الناس ومصالحهم وشل قدرات البلاد ولا للمطالبة بانسحاب المليشيات وهيمنة الدولة وعودة الأمن للعاصمة، وإنما للمطالبة بدم الحمدي الذي قتل، ولا ندري ماذا قدم الحمدي لشعب اليمن، هل هي سجون محمد خميس والقمع والكبت؟!! أم كبت الحريات والإقصاء، فأنصار الله يطالبون بالحرب نيابة عن إيران دفاعا عن الحسين الذي عرفناه لا يعتدي على البيوت ولا على الأعراض، ولا الإرعاب، والناصريين وزيرهم مجاهد القهامي الذي طلبت منه إيران وعملاؤها أن يخرج بهذه المظاهرة وهم لم ولن يسمحوا بأي مظاهرة غيرها بغرض الإساءة إلى الأشقاء حقداً وزوراً لتنفرد غيران باليمن وحدها وتوجد بينها وبين الناس الآخرين من العرب فجوة ولإشغال الناس وتضليلهم. أي عار أقبح من هذا وأي مهزلة تجري عند هؤلاء القادة، وهذا الرجل الذي تولى وزارة المغتربين، ما هي إنجازاته سوى تصريحات صحفية لا أساس لها من الصحة للاستهلاك الإعلامي، الوضع لا يتحمل والظروف أخطر مما نتصور، وهؤلاء يعيشون في أبراج عاجية، ما هذا الصمت لدى الأحزاب ورجال الدولة؟ ما هذا الهدم لأركان الدولة والقضاء على مؤسساتها؟!. إيران تريد أن تشرف على الأمن القومي وتستلم ملفات الأمن بما يهدد استقرار وأمن المنطقة، وتريد أن تشرف على المطارات والبنوك وغيرها لغرض تمويل الإرهاب. وتفجير المنطقة، وتدمير القبائل والقيادات ومهما اختلفنا مع هذه القيادات، فمعالجتها عن طريق القضاء على أي مخالفات عن طريق النائب العام وليس بواسطة المليشيات. كنا نتوقع بأن الرئيس السابق سيتحلى بالمسؤولية لكونه كان على رأس هدم السلطة لفترة طويلة، وأنه سيقدم مصالح شعبه على شخصه وأسرته بدلا من دعم الحوثيين والانتقام من الشعب البريء. إذا كان الرئيس السابق له ثارات مع الإصلاح وبني عمومته، فإن محل ذلك القضاء والمؤسسات الدستورية، وهو رجل دولة وليس عن طريق مليشيات وضرب البلاد، وأن خصومه رتبوا أنفسهم وليس من شهامة وأخلاق القبائل العربية فضلا عن أخلاق الإسلام الذي ادعينا اتباعه أن نهجم على بيوت خصومنا وننتهك الأعراض، فهذا يتنافى مع مبادئ وأخلاق العرب، وتمنيت لو تسامى الرئيس علي عبد الله صالح وارتفع مقامه بعيداً عن النزول إلى هذا المستوى، والرئيس حالي كان بإمكانه إعفاء قادة الإصلاح من السلطة وتعيين غيرهم ممن يرى وأن يعزل مستشاره اللواء علي محسن وينفيه من البلاد، فهو رئيس دولة ولكن استغرب الجميع أنه للوصول لهذه الأهداف تحالف مع الحوثيين لإسقاط عمران والعاصمة لينتقم من هؤلاء وهم لا يشكلون أي ثقل أو قوة وبدلا من السكوت على انهيار الدولة وقتل المسلمين والسكوت عليه، أعرف الرئيس هادي، إنسان من قبيلة معروفة وصاحب دين وخلق وزار بيت الله وكنت أتوقع أنه سيتحمل المسؤولية أمام الله ويعرف فخامته ومن معه أن الدنيا فانية، وأن الله سيسأله عن هؤلاء الأبرياء الجنود وغيرهم، فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. إذا أراد فخامته أي مطالب بسلام دون المساس بمصالح الناس، فهذا شأنه، ولن نمانع من ذلك، ولكن من دون القضاء على الدولة. للأسف راهن على علاقاته بالأشقاء وظن أنه يستطيع أن يصفي خصومه، وأنا لا أدافع عن أحد مهم ولكن ليس على حساب الوطن والأمة الإسلامية، الرئيس السابق واللاحق والأحزاب المشتركة والمؤتمر ومن دمروا اليمن والحوثيين ومن خلفهم الذين أصيبوا بغرور ونشوة الانتصار يقودون الأمة إلى النار، اليمن الذي أصبح لعبة بين أطفال وكأنهم يلعبون بلاي استيشن، أولاد القادة من الرؤساء وأطفال صعدة الذين وجدوا قنوات تلمعهم وتشهرهم وتدفع الملايين لمقابلات مضللة لهم لخداع المشاهد العربي عن حقائق الاحتلال، وأن قادة اليمن وساسته تحولا إلى ابن علقمي وأبي رغال لعادتهم يظنون أنهم سيهربون من عقوبة الله هؤلاء الجنود وهؤلاء الأبرياء والصيدلي والفقراء.. بهم يوم القيام"عند الميزان" فربنا عادل وحقوق الناس لا تذهب والقبر والحساب والملائكة وهم ليسوا مخلدين، فيا ويلهم من الله ويا ويلهم من عقاب المنتقم الجبار. ونداء لإخواننا العرب والخليجيين بصفة خاصة، لا تتركوا إخوانكم في اليمن، أقصد الشعب وليس الساسة الذين ضللوكم وخدعوكم وأخفوا عنكم الحقائق ولا ذنب لهم.