13 نوفمبر 2025
تسجيلهو زائر لا يستأذن أحدا، ولا يستجيب للنداء، يأتي فجأة على حين غفلة، ويخطف دون إنذار مسبق.. هكذا يتعامل مع الإنسان في رحلة الحياة. بالأمس رحلت عن عالمنا عائشة المهندي عاشقة الإذاعة، صوت وضمير إنسان هذا الوطن، كثيرون يبصرون ولكن لا يرون أي شيء، ولكن عائشة صاحبة البصيرة كانت ترى ما لا نراه، وكان صوتها يدوي عبر ميكروفون إذاعة قطر عبر برنامج الصباح "وطني الحبيب صباح الخير" وبرامج المساء. ولم يقتصر دورها على نبش كل المواضيع عبر إذاعة وطنها الأم ـ إذاعة قطر، بل كانت تساهم في العديد من الإذاعات الخليجية والإذاعات الأجنبية الناطقة بالعربية حول العالم.قليلون، بل نادرون، من يرتبطون بالإذاعة عشقا وولها ويخلقون تواصلا وحميمية مع المتلقي، قوامها علاقة حب واحترام وتقدير، هكذا كانت عائشة المهندي. ثقافة موسوعية وجرأة في الطرح والتناول ونبش في كل المواضيع، كانت عينا لاقطة لكل أمر يغلف واقع الوطن.عائشة المهندي، لك الرحمة ولنا الصبر والسلوان، كان حضورك الدائم عبر الإذاعة جزءا من صوت الأمة وضميرها، وكان غيابك مثار تساؤل أين عائشة؟. عائشة الصراحة، عاشقة الوطن، المعبر عن ضمير الإنسان البسيط، والعين التي ترى وتلتقط كل شيء يلامس هذا الوطن الغالي، وبدافع الحب والانتماء لثرى هذا الوطن كان الصوت الأعلى، كيف لا وأنت تدافعين، دون خوف أو وجل، عن كل أمر يلامس ثرى هذا الوطن؟ليرحمك الله ويسكنك جنان الفردوس.. إنا لله وإنا إليه راجعون.