14 نوفمبر 2025

تسجيل

(ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم)

17 أغسطس 2022

آية واحدة كفيلة بتربيتنا جميعًا، كفيلة بتربية أجيال متتالية دون أية منازع، أصل منهجي واحد يصعب علينا حمله وتطبيقه نحن كبشر ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) - المائدة ٩٨- حُذرنا بعِلمين اثنين مقرونين في آنٍ واحد. أولهما أن نعلم شدة عقابه تعالى، وذلك ليس بهدف الخوف والجزع على الرغم من لزوم مخافة العبد لربه لعظم شأنه وشدة عقابه تعالى، بل لنحذر من اتباع الهوى وانتهاك المحرمات. فقرن سبحانه هذا العلم بآخر، وهو علم صفتي الرحمة والمغفرة، فإن أيقن العبد رحمته تعالى، اطمأن حين تاب وسكن فؤاده حتى في وقت حذَرِه. فسُبحانه من ذكرنا بأعظم صفاته حين جمع شدة عقابه ورحمته ومغفرته في آية واحدة. فبشدة عقابه يُحذر، وبرحمته ومغفرته يرشدنا إلى خط الرجعة وبطريق التوبة، فلولاها لما علمنا يقين الاستغفار وفضله. سُبحانه المُنزِل لرحمةٍ واحدة من أصل مائة، لنتجاوز عن بعضنا ولنداوي جراحنا بالنسيان، بالتجاهل وباللين وإن هذا كله لينبع من رحمته وفضله علينا. فإن غفر رب العباد لعباده ورحمهم، فكيف قدمنا نحن كبشر على غلاظة القلب وفظاظته؟ كيف نال الغضب منا وغلب رحمته؟ فما الرحمة إلا صفة عظيمة يمتلكها كل من اصطفاه تعالى وكل من وسع صدره وعرف ربه حق اليقين. ما الرحمة إلا منزلة رفيعة ألقاها تعالى في قلوب من استعان به وسأله إياها حقًا، فإن بها يميز الخبيث والطيب.. فكم محظوظ من عُرف بلين قلبه ورحمته، ويا حسرتاه لمن طبع الله على قلبه واسودت روحه من غلاظة قلبه وجفاف رحمته! (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) لنربي في أبنائنا هذه الآية بأسلوب تربوي، ليتعلموها برحمة وغلظة دون فرط ولا تفريط. وليكُن لكل خطأ عقاب يؤدبه ملحوق برحمة تلطف بحاله. فأينما وجدت هاتان الصفتان فقد قومتا بنيَة المجتمع والأبناء. طالبة في جامعة قطر