15 نوفمبر 2025
تسجيلكشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الملك سلمان بن عبد العزيز اقترح على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غزو قطر، لكن ترامب رفض ذلك بشدة، وأضافت المجلة أن الملك سلمان اقترح على ترامب غزو قطر، في اتصال هاتفي بينهما يوم 6 يونيو 2017، أي بعد يوم واحد فقط من فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار على قطر، إثر حملة افتراءات واسعة، وذكرت "فورين بوليسي" في تقرير نشرته الخميس كذلك، أن الولايات المتحدة طلبت بعد فترة قصيرة من الكويت القيام بوساطة لحل الأزمة، وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت في مايو 2019، أن الجيش السعودي أعد في عام 2017 خطة لغزو دولة قطر، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين وقطريين أن الخطة السعودية كانت تتضمن الاستيلاء على حقل الشمال للغاز الطبيعي، الأكبر من نوعه في العالم، بعد اجتياح قطر عسكريا. وأكدت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادرها أن المسؤولين الأمريكيين أقنعوا الرياض بأن غزو قطر سيشكل خرقاً سافراً للنظام الدولي، وهو ضد مصالح الولايات المتحدة وأمن المنطقة. وأضافت أن ذلك دفع السعودية وحلفاءها إلى شن حصار بري وبحري وجوي واقتصادي على قطر، بعدما اتضحت صعوبة الإقدام على خطوة الاجتياح العسكري، وفي 5 يونيو 2017 أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطع علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً جائرا خارجا عن القانون الدولي والأعراف الخليجية، ترافق مع حملة افتراءات قبل أن تُقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه عبر الوسيط الكويتي إلى قطر قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمس سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها!. هنا انتهى عرضنا للأحداث بموضوعية كما نقلتها أكبر الصحف الأمريكية دون أي تكذيب من السعودية وشريكاتها في إعداد الغزو، ونشير إلى أن أكبر المجلات الأمريكية والعالمية المتخصصة منذ عقود في قراءة وتحليل العلاقات الدولية (فورين بوليسي) نشرت في عددها الشهري الأخير حقائق تتعلق بالحصار الكيدي المضروب على دولة قطر وشعبها منذ 5 يونية 2017، وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال نشرت من قبل تفاصيل مذهلة عن هذا المخطط الشيطاني، لكن المجلة هذه المرة كشفت ما كان في الواقع متداولا وغير مجهول، دون أن تفصح عنه أحد الأنظمة المرتكبة للحصار، وهو أن المملكة السعودية مباشرة بعد إعلان حصار قطر (على الأرجح يوم 9 يونية 2017) وفي اتصال هاتفي بين الرئيس ترامب والملك سلمان عرض الملك على الولايات المتحدة مخطط غزو قطر عسكريا!، وبتنسيق مسبق بين الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة!. وكشفت المجلة الأكاديمية الجادة ومعها موقع (وورلد نيوز الأمريكي) أن الرئيس الأمريكي استمع للملك دون أن يرد إلا بكلمة (تريثوا سنبحث المقترح)، وطبعا ككل قرار أمريكي خاصة بهذه الخطورة ذكر الموقع تسريبات تفيد أن ترامب أعلم وزيره للخارجية أنذاك (تيلرسون) ومستشاره للأمن القومي السابق (روبرت أوبراين) ورئيس أركان الجيوش الأمريكية باقتراح الملك سلمان!، وكان إجماع كل أعضاد الرئيس حول رفض (المغامرة المتهورة)، وتم إعلام الملك سلمان بذلك، وبكل حزم فأخذت الأحداث منحى جديدا لم يتوقعه المحاصرون وانكشف أمر مخطط الغزو. وأضافت المجلة أن الرئيس ترامب اتصل بصاحب السمو أمير الكويت ورجاه أن يقوم بمساع دبلوماسية لا تخرج عن الإطار الخليجي، من أجل تهدئة الخواطر وتقريب وجهات النظر، والإدارة الأمريكية أدرى من سواها منذ ثلاثة عقود بأن صاحب السمو الشيخ صباح هو من الزعماء الحكماء، وأشد الناس حرصا على سلامة ومناعة البيت الخليجي، بمواقفه الرصينة وبعد نظره، وقدرته السياسية على استشراف الأحداث، ثم طلب الرئيس الأمريكي من أمير الكويت - حفظه الله - أن يضع حدا بالوساطة الأخوية لأزمة إقليمية شديدة التأثير على المصالح الأمريكية، والمعروف في مجال العلاقات الدولية هو أن واشنطن منذ 1981 وإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي، تعودت على رسم سياستها الخارجية على عقيدة ثابتة، وهي أنها تعتبر دول المجلس الست أسرة سياسية واقتصادية واستراتيجية واحدة، وتتعامل مع الدول الست بهذا المنطق، وتعتبر كل ما يخل بهذا التوازن وكل من يهز هذه الرؤية يعمل ضد مصالح الولايات المتحدة بلا ريب، ويخرب ركنا متينا من أركان دبلوماسيتها الخليجية والشرق أوسطية عموما. العبرة من كل هذا هي أن الحق يعلو ولا يعلى عليه في السياسة كما في الحياة، وأيضا إن العالم يسجل ارتفاع راية قطر في العلالي، ورفعها لكل التحديات، وإجهاضها لكل المؤامرات بتمسكها بالقانون الدولي، وبنصرة الحقوق العربية، بقيادة حضرة صاحب السمو أميرها المفدى حفظه الله ورعاه. [email protected]