08 نوفمبر 2025

تسجيل

أين تختبئ السعادة؟

17 يوليو 2015

أين أجد السعادة؟ أين تختبئ مني؟ كيف أصل إليها؟ تكثر الأسئلة بشكل مستمر عن معناها وأصلها وعن الجواب الصحيح لها؟ فنرى الكثير من الكتب والمقالات والأفلام، التي تنقل فكرة السعادة بشكل مختلف، فنضيع نحن بين هذه وتلك ونحتار بالبحث عن الحقيقة!كنت أعتقد أن السعادة بالسفر ولكني وجدت نفسي حزينة عندما تنتهي رحلتي، وأعتقدت أنها بالمال ولكن لم يكن له تأثير علي إطلاقاً، وكنت أظن أني سأجدها في المشتريات والتسوق ولكني وجدتها لا تستمر أكثر من يوم واحد فقط! كنت أعتقد أني سأجدها في قرب العائلة والأصدقاء، ولكني وجدت نفسي تعيسة عندما تنتهي اللقاءات وأجلس مع نفسي وحدي.لم أتكلم عن معنى السعادة أبداً، لأني لم أكتشفها من قبل، ولا أستطيع أن أتحدث عن أمر يعتبر معناه ضبابيا وغامضا بالنسبة لي، وحاولت أن أراجع ذكرياتي لأحاول أن أصطاد تلك اللحظات التي أسعدتني ومازالت تسعدني في كل مرة أتذكرها فيها، فوجدت أن قلبي يخفق بشدة عندما أتذكر مشاركتي في ماراثونات خيرية من أجل التعليم ومرضى السرطان في بريطانيا، وشعرت أن السعادة تحضنني عندما أتذكر مباراة كرة القدم مع الفتيات والأولاد في مدرسة للأطفال من الطبقة الفقيرة في مدينة مراكش، وتدمع عيني فرحاً في كل مرة ألبس بها أساور صنعوها لي أطفال في دار للأيتام بالمغرب، وأشعر بالفرحة حولي عندما أغمض عيني وأتخيل تلك الفتاة اللطيفة في مركز لمتلازمة داون التي قفزت علي وحضتني عندما قدمت لها بطاقة تهنئة بسيطة في يوم ميلادها، وأشعر بالرضا عن ذاتي عندما تذكرني عائلتي بالقط الذي أنقذته من بين أيدي أطفال يحاولون ضربه في الشارع! بالإضافة إلى أني أتحمس وأبتسم في كل مرة تصلني رسالة من شخص قرأ مقال لي حتى لو كان قديماً، وأخبرني أن هذا المقال أثر فيه بشكل إيجابي.يقول ألبرت شفايتزر: (الهدف من حياة الإنسان هو خدمة الغير وإظهار التعاطف والرغبة في مساعدة الآخرين)، فالسعادة لم ولن تكون يوماً في شيء مؤقت، أو مادة، أو حدث معين، بل تتعلق بطريقة تعامل الإنسان مع الحياة واستغلاله لكل إمكانياته المادية وغير المادية لإسعاد الغير وصنع الاختلاف الإيجابي في أشخاص غيره لتحسين مجتمعه، ولو عملنا كلنا لإسعاد بعضنا البعض، لما وجدنا بيننا أي إنسان، ينام وقلبه مُتعب من الحياة.