17 نوفمبر 2025

تسجيل

أم الدنيا من غير كرة

17 يوليو 2012

رغم أن مصر عرفت واحدة من أشرف الثورات الشعبية ليس فقط بتاريخ مصر الحديث بل حتى في تاريخ البشرية بعد اندلاع ثورة 25 يناير العام الماضي، إلا أنه على الصعيد الرياضي وبالتحديد في لعبة كرة القدم عرفت الكرة المصرية واحدة من أصعب مراحل تاريخها منذ ولادة اللعبة في الأزقة المصرية قبل أكثر عقد من الزمن. فالاتحاد المصري لكرة القدم الذي تأسس بعد عدة أعوام من ممارسة المصريين للعبة وبالتحديد عام 1921 والذي يعتبر بمثابة واحد من أقدم الاتحادات الكروية في الوطن العربي، ودائما ما تغنت الجماهير داخل وخارج مصر بإنجازات منتخباتها الوطنية ابتداء من المنتخب الأول إلى منتخبات الفئات العمرية على الصعيد الإقليمي، الإفريقي وصولا إلى العالمية واعتبر " ديربي " الأهلي والزمالك هو الأشهر على الصعيد العربي ووصلت شهرته إلى الصعيد الدولي حينما تقابل الفريقين لأول مرة قبل ما يقل بقليل عن 64 عاما وبالتحديد يوم 10 ديسمبر عام 1948 حينما تعادل قطبا القاهرة وقتها بنتيجة إيجابية 2/2 إلا أنه وبعد أكثر ستة عقود من الآن سيضطر الفريقين إلى مواجهة بعضهم البعض في مرتين متتاليتين يوم 22 يوليو الحالي و16 سبتمبر القادم لأول مرة من دون أن تحضر الجماهير العاشقة لهم في مدرجات الملعب في حدث سيحدث لأول مرة بتاريخ " الديربي " وسيسمع خلال مجريات اللقاء صدى اللاعبين في لقاء أولى كان من المفروض أن يكون عرسا كرويا بمعنى الكلمة في إحدى السهرات شهر رمضان المبارك. قرار غياب الجماهير اتخذ من قبل الجهات الأمنية ووزارة الداخلية المصرية تفاديا لوقوع أي شغب قد يحدث خلال المباراة. صحيح أن مباريات المنتخب المصري وحتى مباريات الأندية المصرية المشاركة على الصعيد الخارجي والتي أقيمت في مصر في وقت سابق أقيمت بلا جماهير إلا أن إقامة لقاء القمة من دون حضور أي مشجع في المدرجات هي سابقة وضربة كبيرة للكرة المصرية. الأحداث المؤسفة لم تتوقف عند ذلك بل إنها أتت الضربة الثانية منذ أيام قليلة عندما رفضت وزارة الداخلية إقامة الدوري المصري للموسم الجديد الذي حدد بتاريخ 24 أغسطس القادم بعد أن تم إلغاء الموسم الماضي بالكامل لنفس الأسباب بعد مجزرة بور سعيد الأليمة. هذا القرار أن تم تثبيته بشكل نهائي قد يمثل الضربة القاضية لأعرق كرة في الوطن العربي وما سينتج عنه من إفلاس الأندية والخسائر بالملايين على صعيد الاستثماري والتجاري والنقل التلفزيوني بالإضافة إلى احتمالية هجرة الكثير من اللاعبين المصريين خارج مصر.. فالكرة المصرية لم تعد كالسابق بمرورها بحقبة هي الأسوأ بتاريخها بعد أن أصبحت " أم الدنيا " من غير كرة.