14 نوفمبر 2025

تسجيل

معجزة الإسراء والمعراج عبرة لمن يعتبر (3)

17 يوليو 2011

ثانياً: واقعة المعراج وقد رويت عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أنه قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أتي بالمعراج، ولم أرَ شيئاً قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء، يقال له: باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له: إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألفِ ملك، تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك، قال: يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين حدّث بهذا الحديث: وما يعلم جنود ربك إلا هو — فلما دُخل بي، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: محمد، قال: أو قد بعث؟، قال: نعم، قال: فدعا لي بخير. أحداث المعراج 1 — رؤية مالك صاحب النار، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا، فلم يلقَني ملَكٌ إلا ضاحكاً مستبشراً، يقول خيرا ويدعو به، حتى لقيني ملك من الملائكة، فقال مثل ما قالوا، ودعا بمثل ما دعوا به، إلا أنه لم يضحك، ولم أرَ منه البشر مثل ما رأيت من غيره، فقلت لجبريل: يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة، ولم يضحك، ولم أرَ منه من البشر مثل الذي رأيت من غيره؟، قال: فقال لي جبريل: أما أنه لو ضحك الى أحد كان قبلك، أو كان ضاحكاً إلى أحد بعدك، لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، هذا مالك صاحب النار. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): فقلت لجبريل، وهو من الله تعالى بالمكان الذي وصف لكم "مطاع ثَمَّ أمين" ألا تأمره أن يريني النار؟، فقال: بلى، يا مالك، أرِ محمداً النار. قال: فكشف عنها غطائها، فقال: ففارت وارتفعت، حتى ظننت لتأخذن ما أرى. قال: فقلت لجبريل: يا جبريل، مره فليَرْدُدْها إلى مكانها. قال: فأمره، فقال لها: تأخري، فرجعت الى مكانها الذي خرجت منه. فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل. حتى اذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها).. فيا أيها الإنسان ما أصبرك على النار. 2 — رؤية آدم عليه السلام: عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لما دخلت السماء الدنيا، رأيت بها رجلاً جالساً تعرض عليه أرواح بني آدم، فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيراً ويسر به، ويقول: روح طيبة خرجت من جسد طيب، ويقول لبعضها اذا عرضت عليه: أفٍ، ويعبس بوجهه، ويقول: روح خبيثة خرجت من جسد خبيث. قال: قلت من هذا يا جبريل؟ قال هذا أبوك آدم، تعرض عليه أرواح ذريته، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها، وقال: روح طيبة خرجت من جسد طيب، وإذا مرت به روح الكافر منهم أنِفَ منها وكرهها، وساءه ذلك، وقال: روح خبيثه خرجت من جسد خبيث) فأيهما تحب أن تكون روحك عند لقاء أبيك آدم. 3 — رؤية بعض أهل النار: من أصحاب الكبائر والعياذ بالله عدة نماذج، وكما قال تعالى: "وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم". أ — أكلة أموال اليتامى ظلما: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ثم رأيت رجالاً لهم مشافرُ كمشافر الإبل، في يديهم قطع من نار كالأنهار، يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم. فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما". ب — أكلة الربا: قال: ("ثم رأيت رجالاً لهم بطون لم أرَ مثلها قط بسبيل آل فرعون (وذلك أن آل فرعون أشد الناس عذاباً يوم القيامة. يقول تعالى: "أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"، يمرون عليهم كالإبل المهيومة (العطاش) حين يعرضون على النار، يظنونهم لا يقدرون على ان يتحولوا من مكانهم ذلك، قال: قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا"). جـ — الزناة: قال: (ثم رأيت رجالاً بين أيديهم لحم ثمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون السمين الطيب. قال: قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء، ويذهبون الى ما حرم الله عليهم منهن). د — الزانيات: قال: (ثم رأيت نساءً معلقاتٍ بثديهن، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم).. قال ابن اسحاق: وحدثني جعفر بن عمرو، عن القاسم بن محمد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: اشتد غضب الله على امرأه أدخلت على قوم ليس منهم، فأكل حرائبهم (أموالهم)، وطلع على عوراتهم). 4 — رؤية الأنبياء (عليهم السلام): قال: (ثم أصعدني الى السماء الثانية، فإذا فيها ابنا الخالة: عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، قال: ثم أصعدني الى السماء الثالثة، فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر، قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك يوسف بن يعقوب. قال: ثم أصعدني الى السماء الرابعة، فاذا فيها رجل فسألته: من هو؟ قال: هذا إدريس، قال: يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ورفعناه مكاناً علياً — قال: ثم أصعدني الى السماء الخامسة فاذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية، عظيم العثنون (عظيم اللحية)، لم أر كهلاً أجمل منه، قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه هارون بن عمران. قال: ثم أصعدني الى السماء السادسة، فاذا فيها رجل آدم (أسود) طويل أقنى (مرتفع قصبة الأنف) كأنه من رجال شنوءة، فقلت له: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران. ثم أصعدني إلى السماء السابعة، فاذا فيها كهل جالس على كرسي إلى باب البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون فيه إلى يوم القيامة. لم أرَ رجلاً أشبه بصاحبكم، ولا صاحبكم أشبه به منه، قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال هذا أبوك إبراهيم). 5 — بشارة زيد بن حارثة (رضي الله عنه): قال: (ثم دخل بي الجنة، فرأيت فيها جارية لعساء ( اللعساء من لها حمرة في شفتيها تضرب إلى السواد) فسألتها: لمن أنت؟ وقد أعجبتني حين رأيتها، فقالت: لزيد بن حارثة، فبشر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زيد بن حارثة). 6 — فرض الصلاة وأهميتها: عن ابن مسعود (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليم وسلم) قال: (إن جبريل لم يصعد به إلى سماء من السماوات إلا قالوا له حين يستأذن في دخولها: من هذا يا جبريل؟ فيقول: محمد، فيقولون: أو قد بعث إليه؟ فيقول: نعم، فيقولون: حياه الله من أخ وصاحب، حتى انتهى به إلى ربه، ففرض عليه خمسين صلاة في كل يوم). قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فأقبلت راجعاً، فلما مررت بموسى بن عمران، ونعم الصاحب كان لكم، سألني كم فرض عليك من الصلاة؟ فقلت خمسين صلاة كل يوم، فقال: إن الصلاة ثقيلة، وإن أمتك ضعيفة، فارجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك. فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشراً. ثم انصرفت، فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك، فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي، فوضع عني عشراً، ثم انصرفت فمررت على موسى، فقال لي مثل ذلك، فرجعت فسألت ربي فوضع عني عشراً، ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك، كلما رجعت إليه، قال: ارجع: فاسأل ربك، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني، إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة. ثم رجعت إلى موسى، فقال لي مثل ذلك، فقلت: قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه، فما أنا بفاعل.. فمن أداهن منكم إيماناً بهن، واحتساباً لهن، كان له أجر خمسين صلاة). وللحديث بقية