07 نوفمبر 2025

تسجيل

من يُلبي شوق الأرواح؟

17 يونيو 2012

حينما فكرت بماذا يمكنني أن أطل عليكم اليوم بانتخابات مصر (الملتوية) أو بأحداث سوريا (الدموية) أو بمعارك ليبيا (المنسية) أو بحياة تونس (الجديدة) أو مشاكل اليمن (الأزلية) أو بحالة الوطن العربي (المزرية).. قلت في نفسي ولم علي أن (أعكنن) نفسيات قرائي وهم الذين يتابعون ما أكتبه وفي كل مرة يمنون أنفسهم بأن أخرج بشيء مفرح ومبهج!.. ولذا فقد قررت أن أكتب عن أمنية راودتني وأتمنى أن أجد من يشاركني نسج خيوطها حتى تتحقق كاملة دون أي نقص أو انتقاص من قيمتها الروحية لدينا.. أمنية افتقدناها منذ سنوات ولا نعلم الحكمة من منعها ونحن الأحق بأن نراها متمثلة وتختال بيننا لا سيما في شهر رمضان ذاك الزائر الخفيف على قلوبنا السريع في مضيه عنا.. نعم نريد لمآذننا أن تسمو بصوت أئمتنا وتصدح بقرآننا في شوارع وأحياء ومدن الدولة.. من حقنا أن نستشعر بتلك الروحانية العظيمة التي تتجلى في أيام رمضان من خلال صلواتنا المقامة وأذكارنا وتلاوتنا وأن يكون كل ذلك جهراً لا سراً وكأننا نخجل من أن يسمع العالم أن شوارعنا تضج بذكر الله أو أن مدننا يُرتل فيها القرآن الكريم فتسمو الأرواح ويستيقظ الغافلون ويعود الذين هجروا الصلوات إلى لذة السجود بين يدي الله!.. من حقنا أن نطالب بفتح مكبرات الصوت في المساجد لنقل شعائر صلواتنا الخمس فلربما غفل جاهل فوصل إلى مسامعه صوت آية تقول (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير) فيعود أدراجه ليتوقف عند أقرب مسجد فيؤدي لله حقه ويطلب من الله حقوقه!.. افتحوا المكبرات ودعوا النائم يستيقظ لعل فرضاً فاته أو سنة بل إن المريض أدعى لمثل هذه الأصوات لأن تتسرب إلى فراشه لعل الله يكتب له بها شفاء لا سقم بعده.. دعونا نستشعر بكل هذه النفحات الرمضانية ودعكم من كل (الهراء) الذي تسوقونه في عدم رفع صلواتنا إلى داخل بيوتنا من المساجد المنتشرة بين الأحياء.. عيب علينا في الوقت الذي يسعى فيه الغرب إلى قرع أجراس كنائسهم وإقامة صلواتهم وتراتيلهم نقوم نحن بكتم أصوات مآذننا من نقل شعائر صلواتنا بحجج يجهل أكثرنا ما هي ولعل وزارة الأوقاف تذكرها لنا رغم عدم اقتناعنا بأي حال من الأحوال بأي سبب كان يجعل شوارعنا صامتة ومدننا هادئة ونحن في شهر أدعى بالجميع أن يسابق الآخر إلى جنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار!.. دعوا الأجنبي فينا يرى مفخرة بشعائرنا ليس بالأجراس ولا التراتيل والموسيقى الهادئة والصاخبة ولكن بصوت يتلو وجمع غفير يعقب وراءه: آمين.. دعوه يرَ التلاحم الإيماني يصطف صفوفاً منظمة في كل كلمة من أذاننا الداعي إلى صلاة لا يفرق فيها بين صغير وكبير وغني أو فقير وأمير أو غفير.. بربكم تمنعون كل هذا طوال السنة ونطلبه نحن شهراً واحداً في العام أفلا يجد ذلك إجابة من وزارة الأوقاف المعنية الأولى بهذا الحرمان الذي نشعر به؟!.. وهذه دعوة للمعنيين في هذا الشأن بأن تفتحوا مكبرات الصوت للمساجد أثناء شهر رمضان وألا تكتموا ما تهوى آذاننا سماعه وكيف لا وأقل ما ننشده هو كلمة: أقم الصلاة؟!. فاصلة أخيرة: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) الأنفال