15 نوفمبر 2025

تسجيل

عودة الإغريق من جديد

17 يونيو 2012

أعتبر تأهل المنتخب اليوناني إلى الدور الربع النهائي من كأس أمم أوروبا بنسختها الرابعة عشرة والجارية الآن في الأراضي الأوكرانية والبولندية واحدة من أبرز مفاجآت البطولة القارية خصوصا أن الفريق الإغريقي لم يكن مرشحا لتخطي المجموعة الأولى قبل الجولة الثالثة حينما كان في جعبته نقطة واحدة فقط حصدها بالتعادل أمام بولندا 1/1 في اللقاء الافتتاحي قبل الخسارة أمام جمهورية التشيك لكنها فاجأت الجميع بالانتصار على الروس في المباراة الأخيرة عبر هدف عبر كاراغونيس قاتلا كل طموحات الدب الروسي. المنتخب اليوناني أعاد ذاكرة الملايين من المتابعين عبر العالم إلى ما حققه من معجزة عام 2004 في كأس أمم أوروبا في البرتغال حينما أحرز أول لقب كبير بتاريخه بقيادة الألماني أوتو ريهاجل وبأسلوب بعيد عن المتعة تتمثل في غلق المساحات الخلفية والاعتماد على الكرات المرتدة والتي نجح بها قبل ثماني سنوات من الآن عندما حقق انتصارات مبهرة على البرتغال مرتين ب 2/1 و 1/0 (في لقاءين الافتتاحي والختامي) ، على فرنسا 1/0 (في الدور الربع النهائي) وجمهورية التشيك بهدف من دون رد (في الدور النصف النهائي) . اليونان في يورو 2012 تحلم إلى الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في مشاركتها الرابعة في البطولة الأوروبية ولم لا إلى إعادة الكرة من جديد ومفاجأة العالم أجمع بخطف اللقب الأوروبي خصوصا أن تاريخ المنتخب يوضح بأن اليونانيين إن تخطوا الدور الأول للمجموعات فإنهم وصلوا إلى نهاية مسار البطولة كما تحقق لهم عام 2004 بمقابل الخروج من الدور الأول مرتين عام 1980 في إيطاليا وعام 2008 في النمسا وسويسرا . على الرغم من أن المدرب الألماني الأسطوري ريهاجل لم يعد الآن متواجدا مع المنتخب، لكن المدرب الحالي للفريق البرتغالي فرناندو سانتوس يسعى إلى أن يكون يورو 2012 واحدا من أفضل المشاركات في تاريخ كرة القدم اليونانية معتمدا على الثلاثي بطل أوروبا عام 2004 القائد جيوروس كاراغونيس صاحب الـ 35 عاما ، كوستاس كاتسورانيس صاحب الـ 32 ربيعا والحارس العملاق (الذي كان بديلا في 2004 ) كونستانتينوس تشالكياس أكبر لاعبي المنتخب بتخطيه 38 عاما بالإضافة إلى الكثير من اللاعبين الشبان الذين يحلمون بتكرار المعجزة من جديد بعد ثمانية أعوام مضت.. فاليونان التي تعيش أزمات كبيرة في هذه الأيام على الصعيدين السياسي والاقتصادي وهي مهددة بالخروج من الاتحاد الأوروبي تعتمد على تاريخها وعراقتها، فكما كان لسقراط وأريسطو فلسفتهما فإن كرة القدم اليونانية طبقت فلسفة جديدة تطمح إلى تأكيدها مجددا بعد 2004 مؤكدين عودة الإغريق مرة أخرى من جديد.