08 نوفمبر 2025

تسجيل

إزالة الركام المسرحي

17 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يخفى على أحد أن المسرح في العالم العربي يعاني من أزمات عدة، وأنه وقت أن نعكس هذه الأزمة على حالة المسرح القطري، فإننا بذلك لا نجعل الأزمة حكرًا عليه، بل هي أزمة عامة يعاني منها المسرح العربي، لأسباب عدة، لا يسع المجال لذكرها، وباعتبار المسرح القطري جزءًا منه، فإنه يصيبه ما يصيب الجسم ككل. ولكون المؤسسة الثقافية الرسمية بالدولة، تستهدف الحفاظ على التوهج الثقافي والفني، الذي تعيشه الدوحة، منذ اختيارها عاصمة ثقافية للعالم العربي في العام 2010، فقد كان قرار سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، بتدشين مركز جديد لشؤون المسرح، جرى الإعلان عن تدشينه منتصف الأسبوع الفائت، ليكون بمثابة إنقاذ للمسرح، وإعادة العافية إليه.هذه الجهود، تعكس حالة استنفار داخل المؤسسة الثقافية الرسمية، واستشعارها بخطورة الحالة التي آلت إليها الحركة المسرحية في البلاد، مما استدعى إعادة بناء هيكلي للصرح المعني بالمسرح، لإفاقته من رقدته السريرية، التي يعاني منها منذ سنوات، وكان نتيجتها أن وصل حال مهرجان الدوحة المسرحي، في نسخته الأخيرة، إلى ما وصل إليه، للدرجة التي جعلت الجميع يلامس الجراح.ولكون هذا الجرح، أصبح في أشد الحاجة إلى الدواء، فقد كان القرار الوزاري بتدشين المركز الجديد، أملًا في إنعاش الحركة المسرحية، وإعادتها إلى سيرتها الأولى، والتي اتسمت بالريادة، فكانت ملء السمع والبصر، ليس في دولة قطر وحدها، ولكن في منطقة الخليج العربية، وما مسرحية "أم الزين" وغيرها من أعمال تاريخية عنا ببعيد.وإذا كانت وزارة الثقافة والرياضة، قد وضعت أيديها على موضع الداء، وتعاملت معه بمشرط الجراح، فإن المعنيين بالحركة المسرحية ذاتها، من أصحاب ضخ المنتج المسرحي آن لهم القيام بواجبهم، ليس كما كان، ولكن بصور وممارسات وأنماط ومبادرات مغايرة، تواكب حملات إفاقة المسرح القطري من رقدته، دون البكاء على اللبن المسكوب، ودون الانتظار لتحركات الآخرين.من هنا، فإن العبء الأكبر أصبح يقع على المسرحيين أنفسهم، بكل ما تحمله الكلمة. لا يقف الحال عند الفنانين أعينهم، ولكن يتجاوزه إلى جميع الفاعلين في الحراك المسرحي، ليقوم كل بدوره، خاصة إذا كانت هناك نوايا جادة، ورغبة حقيقية في استعادة الحركة المسرحية، وإعادته إلى سيرتها الأولى.