11 نوفمبر 2025

تسجيل

سَبَقَ السَّيفُ العَذَل

17 مايو 2014

نَفَرَت إبل لضَبَّة بن أُد المضري في الليل فأرسل ابنيه سعد وسعيد في طلب الإبل، فوجدها سعد فردها، أما سعيد فقد واصل بحثه عنها في طريق آخر، فلقيه الحارث بن كعب، وطلب منه بُرديه، فرفض سعيد أن يعطيه إياهما، فقتله الحارث بن كعب وأخذهما. ثم هج ضبة بن أُد بعد ذلك بسنوات، وجاء إلى سوق عكاظ فلقي فيها الحارث بن كعب وعليه بردا ابنه سعيد فعرفهما.. فقال له ضبة: هل أنت مخبري ما هذان البردان.. فقد أعجبني منظرهما..؟ فقال الحارث: لقيت غلاماً وهما عليه، فسألته إياهما فأبى علي، فقتلته وأخذتهما.. فعرف ضبة أن الحارث هو الذي قتل ابنه سعيد.فقال له: أبسيفك هذا قتلته..؟ قال الحارث: نعم.. فقال ضبة: ألا تريني إياه فإني أظنه صارماً..؟فأعطاه الحارث السيف، فلما أخذه ضبة منه هَزَّه وقال: إن الحديث ذو شجون (فذهب قوله مثلاً) ثم ضرب ضبة الحارث بالسيف فقتله.. فقال له الناس في سوق عكاظ: أتقتل في الشهر الحرام..؟ فقال ضبة: سَبَق السيفَ العَذَل (فذهب قوله مثلاً) عند العرب..وفي هذا يقول الشاعر جرير:يُكَلِّفُني رَدَّ الغَرائبِ بعدماسَبَقَنَ كسبقِ السَّيفِ ما قالَ عاذِلهْ * ويقول السرَّاج الورَّاق في هذا:قُلتُ إِذْ جَرَّدَ لحظاًحَدُّه يُدني الأَجَلْيا عذولي كُفَّ عَنِّيسَبَقَ السيفُ العَذَلْ * وقال بدرالدين بن يوسف الذهبي:يا غُصناً قد طابَ لي منهُ الجَنَىويا غزالاً لَذَّ لي فيهِ الغَزَلْطَرفُكَ قبلَ العَذلِ قد أَبادنيفما احتيالي سَبَقَ السَّيفُ العَذَلْ * أما ابن الحاجب فيقول:وَحَاوَلَتْ بالعذلِ أَنْ تُرشِدَنيفقلتُ مهلاً سَبَقَ السيفُ العَذَلْ * وقال ابن نباته السعدي:يا أَهلَ بابلَ عَزمي قَبْلَهُ فِكريفي النائباتِ وسيفي يَسبِقُ العَذَلا أتى أَبد على لُبد..* الأَبد هو الدهر، ولُبد هو النسر السابع من نسور لقمان ابن عاد، وهذا المثل يضرب للشيء الذي تقادم عهده وطال عمره، وفي هذا يقول ابن دريد في المقصورة:أَوْدَى بِلُقمانَ وقد نَالَ المُنَىفي العُمرِ حتى ذَاق ما اشْتَهىأُعطيَ أَعمار نُسورٍ سَبعةٍيُفضي إلى نَسرٍ إذا نَسرٌ خَلاوسلامتكم...