12 نوفمبر 2025

تسجيل

الربيع العربي ودور دول الخليج العربية

17 مايو 2012

كنت من المدعوين للمشاركة في الندوة التي عقدت في لندن في شهر مايو من هذا العام كان محورها الربيع العربي ودور دول مجلس التعاون الخليجي في مسيرة ذلك الربيع. على مدار يومين متتابعين تناول المشاركون أسباب ودواعي ثورات الربيع العربي ودور الإعلام العربي سلبا وإيجابا كما تناول البعض من المشاركين دور الدول الغربية وخاصة الأمريكية في مسيرة هذه الثورات التي انطلقت من تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن وانتهاء بسورية التي ما برحت ثورة شعبها في حرب شرسه مع النظام السياسي القائم في دمشق . ما يهمني في هذه الزاوية هو تناول ما أثير في هذا التجمع حول دور دول مجلس التعاون، ونقطة البدء عندي الإعلام الخليجي مع التركيز على محطتي الجزيرة في قطر والعربية في دبي والتي هي محطة سعودية كما جاء في مداخلات الذين تناولوا محور الإعلام. قيل الكثير جدا في شأن دور الجزيرة الإعلامي لأنها كما قيل تبث بأكثر من لغة وتناولت كما قيل الموضوع السوري بانحياز تام إلى جانب المعارضة السورية المسلحة وبعيدا عن المهنية وأنها أججت الصراع المسلح بين الشعب والحكومة وقيل إنها تبث صورا مفبركة للحراك الشعبي لا أساس لها في الواقع . قلت معقبا دعونا نتفق أولا أن هناك ثورة شعبية متصاعدة ضد النظام وأن النظام السياسي في دمشق يسميهم عصابات من المسلحين مناوئين للنظام القائم، وأنه أي النظام يتهم هؤلاء المسلحين بأنهم يتلقون أموالا وسلاحا من الخارج وأنهم عملاء للصهيونية والاستعمار الجديد الذي يعمل على تحطيم دول المقاومة والممانعة ويعمل على تمزيق الأمة العربية، وأن تنظيم القاعدة وحركة تنظيم الجهاديين المعين الأكبر لهؤلاء المسلحين كما يقول النظام السوري وحلفاؤه. إذا اتفقنا على ذلك فننتقل إلى مناقشة مهنية محطة الجزيرة. سألت أليست الصور الحية تعبر عن واقع ما يجري في سورية، وهل تستطيع أي وسيلة إعلامية فبركة صور المظاهرات ليلا ونهارا من شوارع متعددة ومواقع مختلفة وما يجري فيها، هل صورة الإنسان الذي كان يدفن حيا ويردد الشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) ويردد الضابط الذي يشرف على دفن ذلك الإنسان حيا بقوله يا حيوان (قل لا إله إلا بشار الأسد) هل تلك الصورة مفبركة؟ وماذا عن الصور التي بثتها الجزيرة وغيرها من المحطات العالمية والعربية وجنود النظام السياسي بزيهم العسكري وأحذيتهم الثقيلة وأسلحتهم يرقصون على أجساد المعتقلين المبطوحين أرضا وأيديهم مقيدة إلى الخلف وكذلك أرجلهم وبعد ذلك يتناولون رؤوسهم بالركل الشديد فهل تلك صور مفبركة؟ قد يتساءل أحدكم من أين تحصل فضائية الجزيرة على صور تلك الجرائم؟ تؤكد أوثق المعلومات بأن الفرقة التي تقوم بتلك الجرائم هم الذين يصورون الوقائع دون أن تظهر وجوه من ينفذها ثم يتم الاتصال ببعض وسائل الإعلام الفضائية لبيعها ولكل صورة ثمن بالدولار يرتفع ثمن كل صورة بالنسبة لبشاعتها إلى جانب ما تلتقطه كاميرات التصوير الخفية التي يقوم بها متطوعون. ومن هنا نقول إذا كان إعلام الجزيرة وغيرها مفبركا من قبل أناس لا يتمتعون بالمهنية والحيادية فلماذا تمنع الحكومة السورية وسائل الإعلام العربية والدولية من دخول سورية والسماح لهم بمتابعة الأحداث دون تدخل .لتقضي على فبركة محطة الجزيرة كما يزعمون؟ تقولون بأن محطة الجزيرة ليست محايدة في نقل الوقائع على الأرض السورية فما رأيكم في استضافة الجزيرة لكل أنصار النظام القائم في دمشق بقيادة بشار الأسد في برامجها السياسية الأسبوعية ويدفع لهم مكافأة على مشاركتهم إلى جانب تحمل جميع نفقاتهم من بيوتهم في سورية إلى الدوحة ثم العودة مكرمين معززين رغم تطاولهم على قطر حكومة وشعبا وذلك خلافا لما قد يحدث لأي إنسان يبدي رأيه بحرية على وسيلة إعلام سورية، وفي نفس الوقت ووجها لوجه موظفون حكوميون سوريون مع معارضين سوريين تتيح محطة الجزيرة لهم الوسيلة للتحاور على الهواء مباشرة ودون تدخل من إدارة الحوار متحملة الجزيرة ومشاهديها بذاءات بعض ممثلي النظام الحاكم في دمشق . ألا يعني ذلك قمة الحياد والمهنية والموضوعية؟. صحفيو الجزيرة تلقوا تهديدات فعلية من أزلام النظام الفاشي في دمشق إن هم استمروا في وظائفهم والبعض منهم تلقى إغراءات مالية ومناصب إن هم انشقوا عن محطة الجزيرة، في مقابل ذلك لم تقم دولة قطر أو أجهزتها الإعلامية بالتهديد والوعيد لكل من يظهر على شاشات الإعلام السوري الحكومي وحلفائه والذين يتطاولون على القيادات السياسية في قطر. فهل ما برحتم تكيلون التهم لمحطة الجزيرة وصحفييها المشهود لهم بالوطنية والمهنية والشفافية . آخر القول: للحوار صلة.