الهوس اللندني

إذا قالوا قديماً "ليالي الأنس في فيّنا" فهي أصبحت من الماضي فلم يعد لـ فيّنا وأُنسها ذكر، فحل مكانها ليالي الأُنس في لندن التي ضاقت بالخليجيين وأصبحت تكتظ بالزوار حتى في إجازة نهاية الأسبوع؟!فقد تحولت لندن بعد أن اشترت قطر المحل الشهير هارودز إلى مقصد أكثر العرب ولا سيما الأثرياء، يعني كانت هذه الصفقة فأل حسن على بلاد الانجليز الذين طالما وصفوا بالبخل الشديد فانعكس كل هذا عليهم اقتصادياً وخصوصاً بعد أن اشترى الخليجيون الشقق ومختلف العقارات في مختلف أحياء لندن، وصار حديث الناس والمجالس أن فلانا اشترى بيتا هناك للاستثمار أو للسكن حتى معشر النساء أجبرن الأزواج من الذين لا حول ولا قوة لهم على الشراء هناك! يعني حق المفاشر؟؟ واستغل الإخوان العرب ذلك وعرفوا من أين تؤكل الكتف الخليجية المكتظة بالشحوم واللحوم وجعلوا من الأسعار أرقاما فلكية ليس لجودة الشقق، فالشقق أكثرها قديم، وأثاثها قديم ومتهالك، لكن استغلال حالة الناس وتصيد الفرص والناس مُجبرون على تقضية الإجازات يعني "مع الخيل يا شقرا"؟؟وكنت أتمنى على جهاز قطر الاستثماري أن يستثمر أكثر في هذا المجال الربحي لما له من عائد كبير ويشترون مزيدا من العقارات وتحويلها إلى شقق سكنية في المناطق المعروفة التي يستوطنها الخليجيون مثل "كوينزوي او إجوارد رود أو حول الهايد بارك او اكس فورد ستريت أو كروم ويل رود" سكن القطريين القديم، وفي هذه الإجازه القصيرة ذهب عدد كبير جداً من الخليجيين والقطريين إليها ولم نعد نسمع في أحاديث المجالس التشكي من ضيق اليد والمصاريف المدرسية والمخالفات، بل طلعت الفلوس حق لندن وماحد تعذر بالظروف المادية؟! وساعد على ذلك بعض الوظائف تَمنح منتسبيها تذاكر للعائلة على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال لكي يذهب للراحة والاستجمام ويعود للعمل ويبدع ويخترع ويفيد البلاد والعباد، كذلك على القطرية للطيران تستغل الوضع هذا بمزيد من العروض الحقيقية غير المُقيدة بشروط لها أول وما لها آخر؟!