13 نوفمبر 2025
تسجيلبكل فخر وحكمة وظفت قطر القوة الناعمة في صورها المتعددة، والذي يميز استثمارها في بناء قوتها الناعمة خلال العقدين الماضيين تحديداً، وتم التركيز على عدة مجالات، منها: العمل الخيري والمساعدات الإنسانية، والتدخل لحل النزاعات، واستضافة الفعاليات الرياضية، وآخرها وأكبرها بطولة كأس العالم التي تعد تتويجاً لقوة قطر الناعمة، فقد اتجهت إليها أنظار العالم بأسره، وأصبحت قطر على لسان المليارات من البشر حول العالم. نعم صرفت دولة قطر المليارات من أجل نجاح البطولة، وقد تحقق ذلك بآفاق عظيمة، تجاوزت النجاح الرياضي إلى نجاحات أكبر في الاطار العالمي والإقليمي والعربي، وقدمت قطر بطولة استثنائية رفع القبعة لها الأعداء قبل الأصدقاء، لما قدمته من ابهار وحسن تنظيم. ولابد من الإشارة إلى أن أكبر مكسب نجحت قطر في تحقيقه من خلال تنظيمها الرائع لبطولة كأس العالم، هو تغيير الصورة النمطية للعرب والمسلمين في أذهان الغربيين، والمرتبطة بالبداوة والتخلف والشهوانية والسفه في إنفاق المال، فقد تبدلت هذه الصوة إلى صورة العربي صاحب القيم والمبادئ، والاحترام والرقي في التعامل، والحفاوة والكرم، ومظاهر التقدم في كل المجالات. وحصد الإسلام بفكره وتعاليمه وقيمه الأخلاقية والسماحة الشيء الكثير، معززاً عمل الدعاة والبرامج الدينية الموجهة للغرب وأمريكا ليشاهدوا على الارض ما هو الإسلام ؟ وما هي أخلاق المسلمين من خلال الجوامع المنتشرة في قطر ورفع الأذان، واستضافة الدعاة الكبار في العالم ليسمع الضيوف حقائق لم يسمعوها من قبل، بعد ما اساء المغرضون للإسلام وقيمه وعدالته. كما لا ننسى المبادرة الجميلة التي زينت غرف الفنادق والمجمعات السكنية التي استضافت المشجعين الكبار والكود الذي احتوى على نسخ من القرآن الكريم بعدة لغات، وبشرح مفصل لتعاليم الدين الحنيف.لا يهمني من فاز بكأس العالم لانه تحصيل حاصل، وهذا يتحقق بكل بطولة ضمن آليات فنية تخص قوانين كرة القدم وتنظيمها، والذي يهمني هو فوز قطر ببطولة القيم وحسن التنظيم والضيافة. كم ان حضور الجماهير القطرية أعطى الواناً جميلة وتقدمهم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وكان المشجع الأول للعب الجميل النظيف، ليعكس لنا ان المكارم شاملة ولا تليق الا بأهلها.عندما تنجح بمهمة عالمية وتحصل على العلامة الكاملة، فان ذلك سيقود إلى نجاحات قادمة، ونجاح قطر في تنظيم نسخة فريدة من كأس العالم جعل الفيفا والاتحاد الآسيوي يفكرون في منح دولة قطر تنظيم عدد من البطولات، وها نحن بانتظار كأس آسيا خلال شهر يناير، حيث أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن فوز قطر باستضافة بطولة كأس آسيا في عام 2023. كما ان هذا النجاح انعكس على اقطار الوطن ودول آسيا لتقدم استضافة كأس العالم لكرة القدم، مما يعني أن قطر أصبحت قدوة يحتذى بها وخير من يمنح التوصية بعد النجاح الكبير. إن الملف القطري المقدم لاستضافة كأس العالم، اصبح مرجعاً للكثير من الدول إلى جانب ان التجربة القطرية وبعد النجاح الكبير في تنظيم كأس العالم تحولت إلى نموذج يحتذى به ليشكل سياقات عمل عالمية مبهرة ومتقدمة في الأساليب والوسائل. لقد تراكمت لدى قطر خبرات طويلة في تنظيم الفعاليات والأحداث الرياضية العالمية، بفضل حكمة القيادة وعملها الدؤوب من أجل أن تحلق قطر في سماء المجد والتطور بقيادة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لتستمر مسيرة النهوض الحضاري والإنجازات الكبيرة، ونحن بانتظار احداث قادمة تحتضنها قطر الحبيبة... والقادم أفضل إن شاء الله.