16 نوفمبر 2025
تسجيلليس في اختلاف الآراء شيء معيب، بل إنه الأمر الطبيعي قبل أن يكون مطلوباً.. وهذا الاختلاف جميل ومطلوب في كثير من أمور حياتنا، بما فيها الدينية من تلك التي لم يأت نص صريح واضح بشأنها.. ولعلنا نلاحظ أهمية هذا الأمر أكثر فأكثر مع تطور وسائل التواصل، خاصة وقد تحولت مجالسنا وحياتنا إلى ساحات نقاش مستمرة ومتنوعة.. لكن مع هذا الحاصل اليوم، ربما لاحظ كثيرون منكم في النقاشات ومنتديات الحوار المتنوعة، حاجة كثيرين لتعلم أدبيات الخلاف والارتقاء بالنقاش وتبادل الآراء ليكون الهدف هو الصالح العام، وليس تحويل النقاش الى حرب آراء، إما أن أنتصر أو لا معنى للحياة بعدها !! إن أكثر ما يثير في النقاشات أنها تتحول فجأة بفعل غياب تلك الأبجديات في النقاش إلى جدل عقيم، كل أحد يريد فرض رأيه بقوة ما، ولو أدى ذلك إلى تسفيه الغير والتطاول عليه والدخول في مناطق حرجة للطرف المعارض، وما يحدث بعد ذلك من نتائج وتوابع.. هل تتوقع من شخص لا تأبه لرأيه وتسفّه عقله وما يصدر عنه أن يوافقك الرأي مثلاً ؟ هل تعتقد أن يميل الآخرون إلى آرائك وأنت قد ملت عنهم بل تتعمد أن تميل ولا تسمع ولا تتفهم ما يقولون أو ما يصدر عنهم من آراء ، حتى لو كانت غير متوافقة مع اعتقاداتك ومفاهيمك ؟ بالطبع لن تجد قبولاً عندهم وهذا أمر مفهوم. أحسبُ أن المشكلة عند أولئك البعض تكمن في افتقارهم لمساحات قبول الغير.. تجده أحدهم لا يستسيغ الآخرين بسبب ضيق صدره وقصر نظره ونفسه الملولة، إضافة الى تجذّر ثقافة الإلغاء أو الإقصاء عنده، التي ربما يكون قد تعلمها أو مر بها في تجربة حياتية قاسية ماضية، تدفعه الى إعادة التجربة مع الغير، ليجد في تلك التجربة نوعاً من التنفيس عن نفسه، فتراه يتلذذ بتطبيق الإلغاء أو الإقصاء أو قهر الخصم، ويجد ذلك طريقة مناسبة للشعور ببعض الارتياح أو استشعار قيمته أمام الغير، وهي دون شك، طريقة مؤذية لن تجد من النفوس الراقية إلا كل تسفيه وتجاهل.. وأحسبُ أن كثيرين منكم ربما تواجه مع تلك النوعية ذات مرة في زمن ومكان ما، ومن المؤكد أنه يسأل الله ألا تتكرر أخرى.