16 نوفمبر 2025

تسجيل

الرجل سيفعلها ثانية

16 نوفمبر 2011

حلمى أن ألقاه.. أمد يدى وأصافحه رغم انها ستعد سابقة لى فى مصافحة الغرباء!..والحلم الأكبر أن أكلمه ويطول الحديث ويعدنى أن ألقاه مجدداً دون أن أبدو (حنـّانة) فى طلبي!!..ويعدنى بأننى سأكون رفيقته فى (كفاحه القادم ضد بعض الأنظمة العربية) دون أن يضمن لى البقاء على قيد الحياة أو النجاة من الاعتقال!!.. فمن يعرف (جورج غالوي) سيراوده نفس حلمى ومن يسمعه وهو يتحدث سينافسنى على بلوغ هذا الحلم الذى يبدو كبيراً على مادام كفاحى (بالقلم) الذى ينتحر مداده طواعية وكفاحه (بالألم) الذى يلقاه جورج على خده كلما أراد أن ينصر غزة ويكيد اسرائيل!!.. نعم أيها الفاضل.. لو كنت ذاهباً للاسرائيليين لمسح دموع الغدر والكذب والتزوير المنهمرة على خدودهم الخادعة لكان معبر رفح مفتوحاً لك على مصراعيه ولم يكن عليك التوجه الى ميناء العقبة البعيد للوصول الى المعبر ولاستحالت شوارع الدول العربية الملاصقة لفلسطين — واسمحوا لى أن أصر على تسميتها فلسطين وليس اسرائيل — الى مياه تقل سفن المساعدات الى قلب تل أبيب وكان ذلك فى أقل من يومين وليس شهرين كما كان لقافلة شريان الحياة المتجهة لغزة وما جرى لها من (اجراءات روتينية عربية) مخجلة يندى لها جبين العروبة وما اختتمت به رحلتها من (معركة) لا سبب لها سوى تعطيل القافلة واتهامها بما أثبتت عنه التحقيقات النهائية من أن قتل الجندى المصرى كان بنيران زميل له بمعنى (نيران صديقة) وليس بما ثبت عدم امتلاك المعتصمين على حدود رفح أى سلاح سوى الحجارة!!..ولو كنت تعلن ان اسرائيل متضررة من الهجمات المتواضعة لصواريخ القسام وانها تلقى ارهاباً من المقاومة الفلسطينية لكنت محبوباً وكل الحدود تتلاشى أمامك وتحال (التكشيرة العربية) التى صرخت فيك (جت آوت) ولا نريد أن نراك مجدداً على أرض مصر الى ابتسامة عربية عريضة تهمس لك فى رقة (ولكم مستر غالوي) ومرحباً بك فى أى وقت وهذه تأشيرة دخول مفتوحة بدل التكشيرة التى نعتذر لك على سوء تهذيب حرس الحدود لدينا!!..يا شيخ ألم يكن عليك أن تتملق قليلاً وترتاح وترحنا آنذاك من متابعة مراحل قافلتك التى (فضحت مجرياتها) قبل يومين على قناة الجزيرة؟!!.. قالوا له (جت آوت) وبالعربى (برع) يعنى جورج مطرود مطرود مطرود وبالثلاث!!. عملاق هذا الرجل..كبير هذا الرجل.. متميز هذا الرجل..وربنا يخلى لنا هذا الرجل!!.. وهو كما قال لن ييأس من تعرضه لكل هذه التحديات والمستحيلات العربية التى (تتلكك) فى (تيسير وتسيير) مهماته الوطنية التى (تفضح) النظم المناوئة للعدو!.. سيعيدها (مرة وتانى وتالت) وأنا أزيد عليه وأقول ورابع وعاشر يا أستاذ!!..أنا معك وكل من يقرأ ويسمع ويشاهد وتتأصر قواعد العدل فى قلبه وعقله وعينه سيكون معك.. فـ (غزة) لم يقتلها الاسرائيليون فى ارهابهم عليها مطلع العام المنصرم وقبله بأكثر من نصف قرن من الارهاب والوحشية ولا تزال تئن تحت دماء لم تجف بعد أو كسور لم تلتئم أو جروح لم تشف..لا.. مخطئ من يقول ان غزة قتلها هؤلاء البرابرة الذين لا دين لهم ولا انسانية أو أخلاق.. من قتلها هم نحن العرب الذين نفتخر على خزى منا اننا نشاركها الدم العربى الواحد ونتجاهل انه دم فاسد لا يصلح للتبرع منه أو اليه.. نحن من قتلها.. نحن الذين نخدعها بالمبادرات وحلم السلام والحملات العظيمة المهولة للتبرعات المليارية المخصصة لاعمارها وان كل طفل فلسطينى يموت لديها قطعة من كبد العرب يسقط منتحراً من فرط الألم وهو فى الحقيقة يهترئ ويصيبه عفن من كثرة السكون والخمول والكسل ولتثبت التحاليل انه انتحر مثقلاً بالصدأ وليس بالكمد كما نحب أن نروج له!!.. نحن من قتل هذه المسكينة ونلقى ظلماً جرم ذبحها على الاسرائيليين الذين لا يفعلون سوى انهم يثيرون حولهم انتقادات واسعة باعتبار ان (الضرب فى الميت حرام) واليوم فـ (غزة) منسية سقطت بتعمد واصرار من ذاكرتنا العربية المتجهة نحو اسقاط الأنظمة وتغذية الثورات الشعبية!!.. لذا..سيدى الفاضل جورج غالوي..واصل حربك ودربك..ودعنى أحلم أن ألقاك يوماً..وأمد يدى مصافحة رغم انها ستعد سابقة لى فى مصافحة الغرباء!..وحلمى الأكبر أن أحدثك وتعدنى أن ألقاك مجدداً....!!... ويلي!..اننى أسرد القصة من أولها!!... هذه قصة فلسطين يا قارئي.. وكفى!!. فاصلة أخيرة: يكفينى اننى لازلت أفتخر بعروبتى فى الوقت الذى يتنصل منها كثيرون تخزياً وخزياً!