05 نوفمبر 2025

تسجيل

الدائم والمتغير

16 أكتوبر 2015

نزولاً عند رغبة القارئ الفاضل عبدالله الدوسري بمناقشة هذا الموضوع، والذي رفده بأفكار رائعة، فقد طرحناه للحديث هنا، ففكرة الديمومة فكرة تراود الجميع في كثير من جوانب الحياة، فنحن نبني بيتاً بكل ما نملكه من جهد ومال تحت مسمى بيت العمر، ونسعى جاهدين لأن نتقنه لأنه سيدوم مدى الحياة، وليس فقط لنا!! بل طموحنا يصل آفاقاً أعلى بأن يعمره أبناؤنا وأحفادنا ومن جاء بعدهم، ولكن ما أن تمر عليه سنوات حتى يبدأ بالتداعي والتأثر بعوامل الزمن، ونبدأ بالاستعانة بعمال الصيانة وهكذا.نولد صغاراً ونرى أن الحياة طويلة جداً أمامنا، فتمر الأيام والسنوات سريعاً لنجد أنفسنا في نهاية المطاف.. ولندرك بأن تلك الحياة لم تكن إلا كيوم مر دون عودة، كما هو طبع الأيام الرحيل دون رجوع. حتى مشاعرنا حين تطول أحلامنا بالفرح، ويتحقق ما كنا نتمناه نشعر حينها بأننا ملكنا الدنيا بأكملها، وبأن هذه السعادة ستدوم للأبد، ولكن لا تلبث الأحداث أن تعكر صفونا وتغير ملامح حياتنا، ويتملكنا الحزن والألم، فنشعر أن الدنيا أطبقت علينا، وأن كدر عيشنا لن يزول، وأن الأيام لن تتصالح معنا، ولكن دائما يحدث العكس، فبعد المحنة تأتي المنحة، وبعد الضيق يأتي الفرج،وبعد الألم يتحقق الأمل، فهذا طبع الأيام.ولكن عند كل موقف وعند كل منعطف، نقف لنسأل أنفسنا: إن كان كل ما حولنا متغير فما الثابت إذاً؟؟ الثابت فقط هو حقيقة واحدة هو الله عزوجل، والذي أخبرنا بأن الموت حق والبعث حق والحياة الآخرة حق، فلنعمل لها قبل أن نساق إليها مرغمين، لأن من عمر دنياه بخراب آخرته، فسدت دنياه وآخرته، ومن أصلح آخرته بفساد دنياه صلحت دنياه وآخرته.