07 نوفمبر 2025
تسجيلللأعياد الإسلامية مفهوم خاص يتجاوز البعد الاحتفالي إلى الرسالة الانسانية الخالدة خلود هذا الدين وهذه الأمة، فهل غاب هذا البعد في أيامنا هذه؟. سؤال يطرحه الواقع المأساوي في سوريا حيث غابت المبادرات الدولية الجادة لوقف المجازر الدموية، وتسيير جسور إغاثة لإسعاف الملهوفين، وفتح ممرات انسانية لدعم اللاجئين في هذه الأيام. سؤال يطرحه الواقع المأساوي كذلك في العراق حيث تتصاعد الهجمات الانتحارية في هذه الأيام دون مجرد أخذ "قسط من الراحة الدموية"، وغالبا ما تكون المساجد قبلة هذه التفجيرات. هذا البعد ليس غائبا كذلك عن الوضع في مصر حيث الحملة الأمنية مستعرة وقوات الجيش والشرطة في أقصى حالات التأهب في أيام هي أيام عيد وتشريق، يفترض أن تكون أيام رحمة وتراحم وإنسانية. الرسالة الانسانية تبدو غائبة حتى على ألسنة الزعماء السياسيين المفترض أن يحملوا مشعلها خاصة في هذه الأيام، حيث ينشغل هؤلاء بتوزيع الاتهامات وشيطنة معارضيهم بدل إطلاق لغة الحوار والدعوة إلى التهدئة في سبيل حلحلة الأزمات المستعصية على الحل. بالأمس خرجت فتوى دينية تسمح للسوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بأكل اللحوم المحرمة في الاحوال الاعتيادية، حيث سمح عدد من رجال الدين للناس بأكل لحوم القطط والكلاب والحمير لدرء المجاعة، فيما دعت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية أطراف النزاع في سوريا والدول النافذة ايضا الى بذل كل ما في وسعها للسماح للعاملين الإنسانيين بنقل المواد الغذائية والأدوية الى المناطق التي تحتاج اليها في هذا البلد. واذا كان عيد الاضحى والحج شعائر تحيي قيم التكافل والتضحية والفداء والوحدة والمساواة بين البشر فإن الشعب السوري نموذج لما ينبغي على العالم الاسلامي والمجتمع الدولي عمله من حيث التضحية والايثار في ظل تزايد اعداد النازحين واللاجئين ، وتفاقم الازمة الانسانية في المحافظات السورية التي يطبق عليها النظام بالحديد والنار ، فعمد الى إفقار شعبه الى الدرجة التي استدعت من العلماء اصدار هذه الفتوى والتلويح بأن هذا الشعب المحاصر الذي يرزح تحت نير الطغيان يوشك ان يأكل لحم الموتى بينما تأخذ المنظمات الدولية القضية بعيدا عن هذه المعاناة لتتوقف عند استخدام النظام للسلاح الكيماوي .