17 نوفمبر 2025
تسجيلكلنا يحـلم ويتمـنى ويطمح ويرغب ويريد ويعشق ويحب.. إلى آخر قائمة طويلة عريضة من المطالب والرغبات الدنيوية وكذلك الأخروية اللامحدودة.. ولا شيء أن يكون لكل منا تلك القائمة، التي بكل تأكيد لن تأتي كل تلك الأشياء المذكورة في القائمة هكذا طواعية، بل بالعمل، فهل كلنا يعمل ويخطط ويفكر ويستشرف مستقبله ويقرأ ماضيه ويستثمر حاضره؟ هذا هو السؤال المهم في هذه المسألة. إنك بكل تأكيد تقدر على تحقيق كل ما ترغب وتتمنى أو على أقل تقدير نصف أو ربع أمنياتك، إن توفرت فيك همّة تفوق الجبال طولاً، يتبعها عمل جاد دءوب مستمر وفق خطة محكمة ورؤية واضحة. إن علو الهمة، إنما هو في تعريف مختصر، شعور يتدفق في النفس ليجعل المرء منجزاً منتجاً ناجحاً ومتطلعاً للمزيد والمزيد.. لا تقل لي أبداً إنك قادر على تحقيق ما تصبو إليه وأنت هابط الهمة، مكتئب محبط.. لا يمكن أن يقع ما ترغب ويتجسد أمامك لسبب بسيط، هو أنه مخالف لنواميس الكون ومعادلاته. صاحب الطموحات أو صاحب الأحلام والأمنيات أو صاحب التطلعات الكبيرة، لا يعرف الكسل ولا يرغب في التعرف عليه أو الجلوس والركون إلى أتباعه، وهذا هو شأن أصحاب الهمم العالية، الذين لا يضيع منهم الوقت سدى، ليقينهم الراسخ بأن الوقت إن لم تملكه وتستثمره بالشكل الأمثل، فإنه ينسل منك دون أن تشعر.. وكلنا مررنا بمواقف من الحياة حين نتنبه فجأة إلى حالة ما، نكون فيها بأمس الحاجة لدقائق معدودات ننهي فيها مهامنا، فنظل نتحسر على ساعات طوال أهدرناها هنا وهناك في اللاشيء. لندرك إذن حقيقة جوهرية في هذه الحياة، ملخصها أن النجاحات وتحقيق الأحلام والطموحات لا يمكن أن يحدث بالتمني والركون إلى الدعة والاسترخاء والراحة، فما نيل المطالب بالتمني كما يقول أحمد شوقي، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، أي علو همة، مع عمل جاد دءوب ووفق تخطيط وتنظيم دقيق، ورؤية واضحة أدق.. ولا أحسب أن النجاح سيخالف ويعاند شخصاً تلك صفاته وتلك طريقته في العمل.. ولك الخيار في أن تجرب بنفسك هذا الأمر، ولن تخسر شيئاً بإذن الله. جرب وانظر ماذا ترى؟