10 نوفمبر 2025
تسجيلالخوارزميات مجموعة من الخطوات الرياضية والتعليمات المحددة في علوم الرياضيات اللازمة لحل المشكلات، ويعبّر مفهومها عن طريق عمل، أو صيغة لحل المشكلات، حيث تعتمد على تنفيذ متسلسلة من الإجراءات المحددة، وتعبّر الخوارزمية في الرياضيّات وعلوم الحاسوب عن طريقة عمل صغيرة لحل المشاكل المتكررة، ويمكن طرح جهاز الحاسوب كمثال دقيق على مفهوم الخوارزمية. وسميت الخوارزمية بهذا الاسم نسبة إلى العَالِم الإسلامي «أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي»، الذي كان أول من ابتكرها في القرن التاسع الميلادي عصر الخليفة العباسي المأمون في بيت الحكمة عندما كانت بغداد عاصمة العلم والثقافة، وبعد أن تقدمت الحضارات واختُرِعت الحواسيب ارتبطت الخوارزميات بها ارتباطاً تاماً، وقد عُرِّفت بعدها الخوارزمية بأنّها مجموعة من الخطوات التي يستطيع الشخص الوصول عن طريقها إلى حلٍّ محدد؛ حيث تعالج الخوارزمية المعطيات والبيانات، وبصورة أخرى فإنّ الخوارزميّة هي قائمة من القواعد والتعليمات التي يجب اتباعها لحل مشكلة معينة. خلال الخمسين عاما تم تطوير الخوارزميات، وطرق استخدامها في الحياة باتت لا تعد ولا تحصى حتى أصبحت العمود الفقري للذكاء الاصطناعي. تحوّلت الخوارزميات إلى جزء أساسي من حياتنا اليومية من حيث الإجراءات الرياضية، حيث يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي من خلال التراكيب الثلاثة: التسلسل والاختيار والتكرار. إنّ الخوارزميات خلف كل نقرة في العالم الرقمي، وكل التفاعلات عبر الإنترنت، فعندما نبحث عن شيء ما عبر جوجل، تعمل الخوارزميات لفرز مليارات الصفحات على الويب لتقديم نتائج ذات صلة في جزء صغير من الثانية. وكذلك عندما تتصفح الفيسبوك أو انستغرام وأمازون والنتفلكس وغيرها من المواقع، تحدد الخوارزميات التفاعلات في مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية وفي مختلف العلوم والتطبيقات. الخوارزميات هي القوة الخفية التي تشكل عالمنا اليوم، تدفع الكفاءات، تخصص الخبرات، وتحول الصناعات. ومع ذلك، تحتاج قوتها وتأثيرها إلى نهج متوازن يأخذ في الاعتبار كل من الفوائد المحتملة والمخاوف حيث يمكن للخوارزميات التنبؤ والاستدلال على المعلومات الحساسة حول الأفراد استنادًا إلى بصمتهم الرقمية. لذا من الضروري تنفيذ قواعد صارمة للخصوصية وحماية البيانات لحماية حقوق المستخدمين.