06 نوفمبر 2025

تسجيل

الإعلام التربوي أهميته وأهدافه (1)

16 يوليو 2015

الإعلام عنصر من أهم عناصر النجاح في الحقل التعليمي، سواء أكان هدفه تحقيق الاتصال بين أطراف العملية التربوية، أم كان هدفه تدريب الطلاب على مزاولة الاهتمامات الإعلامية المختلفة، في مجالات مثل جمع المعلومات وتبويبها وتنظيمها، وجمع الصور والرسوم وكتابة المقالات والتحقيقات والحوارات الإعلامية عند إقامة المعارض، والاحتفالات في المناسبات القومية، والعالمية ومناقشة المشكلات والظواهر المختلفة، وكيفية علاجها. وحتى يتكون لدى الطلاب مفاهيم ورؤى عن المجتمع وطبيعته ومشكلاته وأهم قضاياه التي تعوق مسيرته. كما يهتم الإعلام التربوي بنقل المعارف والمعلومات والحقائق إلى كل الأفراد، ويرمي من وراء ذلك إلى تنميتهم، والارتقاء بأفكارهم والإسهام في تحقيق البناء الثقافي والفكري، وبهذا يعتبر أحد أشكال التربية وجزءا لا يتجزأ منها ولا ينفصل عنها. لذلك تعمل التربية الحديثة على تزويد الطلاب بالمفاهيم، والأفكار والقيم والاتجاهات والعادات الحسنة، وتكسبهم المهارات، وأساليب التفكير الناقد والمعارف ليس داخل الصفوف الدراسية فقط، بل خلال الممارسات العلمية للطلاب في برامج الأنشطة الإعلامية التي تعتمد على المناقشة والحوار والتفسير، وإبداء الرأي واحترام الرأي الآخر. كذلك يساعد الإعلام التربوي على إكساب الطلاب القدرة على الإقناع وتدريبهم على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، ومواجهة المواقف، والشخصيات المهمة في المجتمع عامة والمدرسي خاصة، والقدرة على الحوار ومخاطبة المسؤولين، واحترامهم واكتساب قواعد الذوق واللياقة والسلوك الاجتماعي المرغوب فيه. وتساعد الأنشطة الإعلامية/ التربوية من خلال برامجها المتنوعة الطلاب على التعلم الذاتي، وتجعلهم أكثر قدرة على مواجهة المواقف الطارئة، والتدريب عليها من خلال التحقيقات، والأحاديث والحوارات التي يمر بها الطلاب مع ضيوفهم، والاستفادة منها في حياتهم العملية. ويكسب النشاط الإعلامي الطلاب أهم المهارات الحياتية مثل مهارة الإلقاء والخطابة والرسم والتصوير بأنواعه المختلفة، وإقامة الندوات وعقد المناظرات العلمية والأدبية التي تنمي مهارات الطلاب الخطابية وطلاقتهم الفكرية واللغوية. يرى بعض التربويين أن عملية التعليم في المؤسسات الرسمية وعلى رأسها المدرسة، لم تعد وحدها كافية لإحداث التغيير الذي يريد المجتمع إحداثه في الأفراد– وذلك بسبب انفتاح أجزاء العالم على بعضها البعض بمساعدة من وسائل الإعلام وسهول الاتصال تشابك مصالح الدول مع بعضها، وتأثر الناس بالأحداث العالمية، ونتيجة للمسؤوليات المضافة إلى المؤسسات التربوية في إعداد المواطن الواعي- لذلك أصبح من الضروري تقوية صلة المدرسة بالمؤسسات الثقافية والإعلامية الموجودة في المجتمع، لما لهذه المؤسسات من آثار مهمة في تشكيل شخصية الأفراد، لذلك كان على المدرسة أن تعمل على الاستفادة من الوسائل والبرامج الإعلامية التي تجذب انتباه الطلاب، وتمكنهم من الاستفادة منها في إطار خبراتهم ومناهجهم الدراسية، مما يساعدهم على مواكبة التطور الذي يصيب مختلف المجالات الاجتماعية والصناعية والاقتصادية والعلمية والثقافية وغيرها في مجتمعهم كما يرى التربويون أن التغيرات والظروف التي يتقلب فيها المجتمع هي التي حملت الجهات التربوية في دول عديدة على إنشاء أجهزة ومؤسسات إعلامية، تتبنى الإعلام الرصين، والشامل، والموضوعي.