09 نوفمبر 2025
تسجيلمن يشاهد الأحداث التى تمر بها المنطقة العربية وما يسمى بالربيع العربى وما نتج عنه الان، على أحداث تجاوزت العامين ونخص فيها مصر على وجه الخصوص وما تمر به من أحداث سببت صدمات نفسية واجتماعية ليس فقط على الشعب المصرى بداخل مصر وخارج مصر منذ ثورة 25 يناير حتى تدخل مصر عصرا جديدا ونهضة اقتصادية وتنموية تعوضها ما دفعت ثمنه من خيراتها وجهود أجيال رحلت وقدمت كل الجهود من أجل مصر حتى تعلو وتعلو طيلة 30 عاما من الظلم والاستبداد الذى لحق بهذا الشعب ولم يشك هما ولا مصيرا إلا أنك تجد رغم ما يمرون به من أزمات ابتسامة تعطيك الأمل طوال الوقت، وروحا جميلة مصاحبة بالفكاهة وندفع الألوف حتى نسافر إلى مصر ونخالط الشعب المصرى فى خفة الروح وبشاشة الوجه التى تجدها فى كل طبقاته الاجتماعية، ولو تحدثنا عن ليالى القاهرة فلا نستطيع أن نسرد الروحانيات الرمضانية فى أم الدنيا وابتداء من الاعلام المصرى والعربى والخليجى والذى لم نشعر بأجواء رمضان إلا حين نرى العديد من الأغانى المصرية الرمضانية التى تمطر على قلوب الأمة العربية بأكملها والخليجية وليست فقط بالشعب المصرى والشوارع وعرض الفوانيس فى الشوارع ولم تكن العديد من الشعوب ترى بعض العادات والسلوكيات المعتادة إلا من الاعلام المصرى والذى نعيش بالفعل معه كل هذه الأجواء وناهيك عن رغبة الكثير منا أن يذهب الى القاهرة ويعيش أجواء رمضان فى كل بقعة من شوارعها الشعبية والراقية بفطرة أهلها وترحيبهم بك بشكل يغيب عقلك حتى تعيش هذه اللحظات معهم سواء كانت فى ضواحيها أو مقاهيها أو منطقة الحسين والأزهر والسيدة زينب وحريصون أن نذهب إلى هذه الأماكن بشكل سنوى لنعيش أجواء تختلف عن مجتمعاتنا وتحمل معها العديد من الطقوس التى يتسم بها الشعب المصرى وسعة الصدر وحفاوة الاستقبال وتزين الشوارع بأكملها ووقت الافطار ومائدة الرحمن التى تثلج صدورنا وأنت تتمشى بكل أمن وأمان بينهم وتجول البائعين فى الشوارع لهم نكهة مختلفة وروح التكاتف التى ينبض بها الشعب المصرى واصراره على أنه لابد أن تفطر معه يوميا وتأنس بأهل بيته وغير السهر بكل عيون مصر وتختلف المظاهر الرمضانية بأشكال تدخل على القلب فرحة غامرة فى احتفالها بليالى رمضان من كل عام وتتمنى أن لاينتهى رمضان من كثرة استمتاعك بينهم وتعد العدة من أجل الذهاب السنة القادمة لحضور رمضان فى ضواحى مصر ولدرجة ترى متعة الجنسيات الأجنبية وليست العربية فقط وحرصهم على الحضور الى القاهرة فى ظل الأجواء الرمضانية الاجتماعية وأما الان ونحن نرى ولم نستوعب ما نراه ونسمع ولم نصدق ما نسمعه فى أم الدنيا الان ودخل رمضان الان وننتظره بالصورة التى اعتدنا عليها من كل عام ولكن أتى رمضان هذا العام عليك يا مصر والعين تبكى والقلب ينزف لما يدور بالشوارع التى عشنا فيها لحظات وذكريات فى أرشيف الذاكرة بما قدمتيه من أمن وامان واستقرار وحب واحتضان للشعوب العربية وليس لشعبك فقط، أن نرى ما يدور فى ضواحيك من فوضى ومظاهرات وانعدام أمن واستقرار واختلاف بين الأحزاب والمذاهب وسفك للدماء رغم دخول رمضان ولم تهدا الأوضاع ونحن لسنا قادرين على استيعاب ما يدور بداخل مصر واعلام مزيف لمصالح خاصة بالداخل والخارج وكل يحدث بطريقة يقنعك بها بأنه هو الأرجح فى القول والفعل ويحاول أن يكسب أكبر عدد من البشر وينزل إلى ميدان التحرير أو رابعة العدوية ويندد بفكرة أطول وقت ممكن، وما اعتدنا أن نسمع أن القاهرة فى الوقت الحاضر غير امنة للتجول فيها ومعرض أن يحدث لك أى شئ فى أى وقت ومكان، ولا يفضل لك زيارتها فى الوقت الحالى حتى تهدأ الأحوال ونحن غير قادرين على استيعاب كل هذه الأحداث فى وقت اعتدنا الذهاب لأم الدنيا فى كل وقت وحين، وخاصة فى المناسبات لما تتفنن مصر عن غيرها فى مظاهر الاحتفال بشكل يميزها عن العالم بأكمله، وما يصدم القلب والعين والفكر أن ليس هناك من الداخل والخارج يسعى فى الحفاظ على مصر بالصورة التى تستحقها كأم للمنطقة العربية وإذا انهارت مصر سوف ننهار جميعا شخصا تلو الاخر ودولة تلو الأخرى وحتى الاخوة بداخل مصر لم يكن من المتوقع عدم تكاتفهم فى ظل هذه الأجواء المحزنة والتى اعتدنا من المصريين الحفاظ على مصر من أجل مصر من خلال روح التعاون النفسى والاجتماعى والاقتصادى حتى تنهض مصر بكم وبنا كشعوب عربية ومصر بالنسبة لنا هى الضوء الذى نسير عليه والبيت الذى نركض عليه فى الحزن والفرح فلا تهدموا هذا البيت بأيديكم وتذكروا قوله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين). وأخيرا: اصمدى يا مصر واصمدوا يا مصريون ومهما حاولوا تدميرك فلن يستطيعوا، لأنك مرت عليك محن أكبر مما أنت فيه وتجاوزتِها.