13 نوفمبر 2025

تسجيل

التَّحكيمُ في قطرَ.. ما هكذا تُوَرَّدُ الإبلُ

16 مايو 2014

الـمصلحةُ العليا لكرتِـنا القطريةِ، تستلزمُ أنْ نكونَ أكثرَ عدالةً في طَـرْحِ القضايا، لأننا لسنا في حلبةٍ لإثباتِ القوةِ، وإنما في فضاءٍ نبحثُ فيه عن أَصْـوَبِ السُّبُلِ لتلافي السلبياتِ، والتأكيدِ على الإيجابياتِ.. لكن البعض منا لا يفصلونَ بين الجانبينِ العامِّ والشخصيِّ، فيُثيرونَها من زوايا تجعلُنا لا نصلُ إلى نتيجةٍ مُفيدةٍ أو استقراءٍ سليمٍ لها. وخيرُ مثالٍ على ذلك، قضيةُ التحكيمِ في بلادِنا، التي صارتْ موضوعاً ضخماً يخوضُ الجميعُ فيه بدرايةٍ أو دونِها، حتى خرجَ عن مسارِهِ الصحيحِ إلى فضاءاتٍ لا صِـلَـةَ لها به. أُوْلى الشؤونِ التي يجبُ التوكيدُ عليها، أننا ننظر بتقديرٍ واحترامٍ لجميعِ حكامنا القطريينَ، ونُثني على حِـرْفِـيَّـتِـهِـم وكفاءتِِـهِم وأخلاقِـهِـم العاليةِ وسواها من صفاتٍ نأمَـلُ أنْ تُرَسِّخَ وجودَهم في البطولاتِ الإقليميةِ والقاريةِ والدَّوليةِ.. ولا نقبلَ أنْ يكونَ لـموقفٍ شخصيٍّ مُعادٍ لحكمٍ وطنيٍّ بسببِ خسارةِ فريقٍ ما في إحدى الـمبارياتِ دور في تقييمِ جميعِ الحكامِ والتقليلِ من عطاءاتِـهِـم وتَـمَـيُّزِهِـم، كما نشهدُ في وسائلِ إعلامِنا الـمحليِّ منذ أيام .كانت لي ولسواي انتقاداتٌ على بعضِ جوانبِ فنيةٍ بحتةٍ في أداءِ ناجي الجويني، خلال تَرؤُّسِـهِ للجنة الحكام، لكن العدالةَ والحقَّ يدفعاننا لذِكْـرِ بصماتِـهِ الإيجابيةِ الواضحةِ على التحكيمِ في بلادِنا، وتقدير دورِهِ في البناءِ على إنجازاتِ سابقيه.. فإذا قيلَ إنَّـه أنجزَ شيئاً، فهذا أمرٌ يُثبتُـهُ ما نراه من تواجدِ حكامٍ قطريين في كلِّ الفعالياتِ الكروية، وفي خروجِ لجنةِ الحكام إلى الـمجتمعِ عَـبْـرَ التواصلِ مع الهيئاتِ والـمؤسساتِ الرياضيةِ، والجسمِ التعليميِّ في الدولةِ، بهدف إعداد قاعدة وطنية ترفدُ ملاعبَـنا بالحكامِ وتؤهلهم للمشاركةِ في بطولاتٍ خارجيةٍ.الغريبُ في الجدلِ الدائرِ حولَـهُ، أنَّ لجنةَ الحُكَّامِ واتحادَ القدمِ صامتانِ لا يُبديانِ ولو مجردَ رأيٍ، في حين أنهما مُطالبانِ بتوضيحِ موقفِـهما الذي سيكونُ الفيصلَ في القضيةِ. لأنَّ صمتَـهما يعني التشكيكَ في كلِّ إنجازاتِ اللجنةِ خلال ترؤُّسِـهِ لها، ويقودُ إلى فَـتْـحِ بابٍ كبيرٍ من الاتهاماتِ التي تطالُ حكامَنا الـمواطنينَ وتثيرُ بَلبلةً حول وجودِهً كمديرٍ تنفيذيٍّ في اللجنة، فإذا كان الرجلُ كما يتَّـهِـمُهُ خصومُـهُ، فالأولى أنْ تُوْضَـعَ النقاطُ على الحروفِ ويُستبدلُ بسواه.كان الأجدرُ، أنْ يكونَ تقييمُ ما قام به مستنداً إلى قراءاتِ ذوي الأهليةِ والكفاءاتِ العلمية والعملية في التحكيمِ، بحيث تُمكنُ الاستفادةُ من الإيجابياتِ وتلافي الأخطاءِ في الـمرحلةِ القادمةِ، أما مهاجمتُهُ شخصياً فهذا أمرٌ لا نقبلُـهُ.. فالقول إنه قَـدِمَ إلى بلادِنا للاسترزاقِ وإنه أثْـرَى من استرزاقِـهِ فصار صاحبَ أملاك في بلاده، قولٌ ضخمٌ لا يمسه وحدَهُ، وإنما يمسُّ مئات ألوفِ الأشقاءِ العرب والأخوةِ في الإنسانيةِ العاملين في بلادِنا، وسيتخذُهُ الـمُغرضونَ سبيلاً لـمُهاجمتِنا والنَّـيْـلِ من خطابِـنا الإنسانيِّ، ويستندون إليه في تهويلِ أراجيفِـهِـم وأكاذيبِـهِـم بشأنِ أوضاعِ الوافدين. كلمةٌ أخيرةٌ : لا أحدَ يرفضُ النقدَ، مهما بلغتْ حِـدَّتُـهُ، إذا كان في إطارٍ عامٍّ غيرِ شخصيٍّ، ويخدمُ خطابَنا الإنسانيَّ والـموندياليَّ، ويفتحُ أبواباً لعملٍ مُنَظَّـمٍ يُسهمُ في تدعيمِ مسيرتِـنا الرياضيةِ.. فإذا تجاوزَ النَّقدُ ذلكَ فإنه يكون رأياً شخصياً لا يُمثِّـلُ إلا صاحبَـهُ، ولا يُعَـبِّـرُ عن موقفٍ شعبيٍّ أو رسميٍّ.