16 نوفمبر 2025

تسجيل

البيئة التعليمية (3)

16 أبريل 2018

لا يزال الحديث يُتبع عن البيئة التعليمية، فهي بيئة حية تتحرك إما بالإيجاب أو بالسلب، وهي من أحسن البيئات لو أحسنا التعامل معها، وأصلحنا رحالنا فيها، ولها من الجماليات التربوية التعليمية القيمة الكثير يعود نفعها على الجميع. واللجنة التي تم تشكيلها مؤخراً لدراسة وتقييم البيئة التعليمية بالمدارس، لابد أن نرسل لها هذه الرسائل لتأخذ بها وتصيغها بالأسلوب الذي تراه بما يخدم البيئة التعليمية وتجويدها، ونقول لها: الله الله بقيمة وخلق الاحترام، وعلى رأس القائمة احترام المعلم وكل من يعمل في الميدان التربوي التعليمي، والعمل بقوة على توطين قيمة الاحترام في المدارس بالتعزيز والحث عليها ونشرها كثقافة لطلاب وطالبات جميع المراحل التعليمية، ورعايتها والاهتمام والاعتناء بها، فإذا استرخصت وضعفت هذه القيمة في مدارسنا انهد كل شيء ولا قيمة لأي شيء بعد ذلك. إن ما نراه ونسمعه في بعض مدارسنا من قلة احترام من بعض الطلبة والطالبات للمعلم أو التلفظ بكلمات نابية أو التطاول عليهم باليد، أو بأي حركة تنم عن عدم احترام للمعلم وسوء أدب، وقد تكون من قلة لا تذكر من ولي أمر ما كما حدّثني أحد الأخصائيين من تطاول ولي أمر على مدرس، يضعنا أمام سؤال كبير ومن بعد ذلك تجزئة هذا السؤال لنخرج: هل لائحة الضبط السلوكي يتم تفعيلها وتطبيقها بالشكل الصحيح الذي يعطي الإدارة المدرسية الحق بتنفيذها وتطبيقها دون تدخل بالواسطات من هنا وهناك، أو بتجريح لائحة الضبط السلوكي بحيث تُصبح مجرد لائحة كُتبت وأرسلت إلى إدارات المدارس، ونقولها وبكل صراحة إن مقام ومنزلة المعلم لابد أن تؤخذ بالاعتبار، ولا تهاون مع من يهين أو يتجاوز حدود المعلم طالبا كان أو من ولي أمر. وما نراه ونسمعه كذلك من صور إيجابية تسر وتفرح من معظم طلابنا وطالباتنا من احترام للمعلمين، من ألفاظ طيبة غاية في الأدب تخرج منهم، ومن تقبيل رؤوسهم والسلام عليهم بكل احترام وتقدير وبالابتسامة في وجوههم، فبارك الله فيهم وتحية وتقدير لهؤلاء الطلاب والطالبات على هذا الخلق الذي يحملونه واقعاً وممارسة. ولنا أن نبادر ببعض مما يعزز ويحرّك قيمة الاحترام في مدارسنا لتصبح جزءا ثمينا من حياة -أي الطالب والطالبة- لا يمكنهما التخلي عنها: 1) تدعيمها في المنهج المدرسي. 2) وضعها في قوالب تربوية تعليمية حية من الحضانة ورياض الأطفال ليشبوا عليها. 3) تدعيمها في الأنشطة اللاصفية المدرسية بأنشطة مختلفة عما تقدمه مدارسنا حالياً. 4) التأكيد عليها بأنها قيمة عامة في كل مكان وليست خاصة لمكان معين، وأنها في البيئة المدرسية ومع المعلم ضرورة تربوية تعليمية حتمية. 5) إطلاق حملة تربوية تعليمية سنوية عن احترام المعلم، تؤكد أن للمعلم مكانة واحتراما في مجتمعنا ولا تنازل عنها مهما كانت الظروف. فهل تُدرك "لجنة دراسة وتقييم وضع البيئة التعليمية في المدارس" أهمية هذه القيمة في مدارسنا ووضعها أمام كل توصية من أجل حماية واحترام وتقدير المعلم. "ومضة" أبشر يا مجتمع... إن كانت قيمة "احترام المعلم" ومكانته حاضرة أمام جميع فئات المجتمع قولاً وفعلاً وممارسة.