15 نوفمبر 2025

تسجيل

لا تُسيئوا للأسرة

16 فبراير 2021

قبل أيام استضافت قناة رياضية قطرية أحد الإعلاميين الرياضيين العرب، الذي كانت له مواقف سابقة مسيئة لقطر ولقيادتها، ودعا للتحريض عليها، هذا الضيف الثقيل الذي لم يأت فقط لتغطية فريقه في بطولة العالم للأندية لكرة القدم التي تستضيفها الدوحة بل جاء بناءً على دعوة رسمية "مدفوعة التكاليف" من الجهة المنظمة للبطولة، كان هذا المدعو قد أعلن قبل مجيئه بأنه سيأتي للدوحة وسيحضر لقاء ناديه رغم أنه يعارض سياسة قطر وبلغة مستفزة وكأنه يقول: سأدخل مع فريقي وأتحدى أن أجد أي إنسان يمنعني من الدخول رغم موقفي المناهض والمسيء لقطر!. وهنا لا نصب كل جام غضبنا على القناة التي استضافت هذا المجهول، ولا مقدم البرنامج الذي استقبله بالأحضان وكأن شيئاً لم يكن، وبعد تصدي الجمهور له اعتذر، ولكننا نُشرك أيضاً الجهات المختصة التي كان من المفترض أن تكون لديها قوائم بأسماء كل من أساء لقطر وسياستها وحرض بالقول والفعل على كراهيتها والنيل من كرامة مواطنيها، وذلك من خلال تنسيق مسبق بين كافة الجهات المسؤولة عن الإعلام الرياضي والفني والأدب والشعر والسياسة والتواصل الاجتماعي مع وزارة الداخلية لمنع كل من أساء وتعدى من هذه الدول من الدخول لقطر. ومن المؤلم أننا لا نتعلم من هذه المواقف الدروس؛ فبعد استضافة هذا الضيف الرياضي "المسيء" فاجأتنا إحدى الجهات التي يفترض أنها مصدر إشعاع فكري وحضاري وثقافي ومثرٍ لا سيما لأهم أركان هذا المجتمع وهي الأسرة التي لا تتأسس وتقوم المجتمعات إلا بصلاحها ووعيها، فقد وجه القائمون على هذه الجهة دعوة لمن اعتبروها رائدة في الإصلاح الأسري وخبيرة في معالجة مشكلة "زواج القاصرات"، وذلك في مؤتمر يتناول القيم النبيلة والأسس السليمة لاستمرار ونجاح الزواج، هذه الضيفة التي ألح القائمون على المؤتمر بأن تكون هي المتحدثة الرئيسية يعرف الكثير مدى الخلل في عقيدتها وفكرها، وهذا ليس من باب التجني أو التبلي بل موثق بالصوت والصورة والتغريدة والتي تتشدق بها وتسيء للدين وتدعو أخواتنا وبناتنا للعصيان ضد ما شبهته بالعبودية والانصياع للدين وأوامره والوقوف ضد الوالدين والأسرة في سبيل التحرر الذي تتفاخر به، إما من خلال ترك الحجاب أو عدم الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف الذي كرّم المرأة ورفع من شأنها وجعلها أطهر نساء الأمم. ولم تتوقف تجاوزات ضيفة هذه الجهة عند هذا الحد بل تجاوزتها عندما أساءت من خلال منصات التواصل الاجتماعي لقطر ووجهت لها الاتهامات الباطلة دون حتى أن تعتذر، وهنا نود أن نوجه تساؤلاتنا الكبيرة لهذه الجهة التي نعلم أنها لن تجد إجابة لها، والسؤال هو: هل يُعقل بأنهم لا يعرفون سيرة هذه السيدة وما تملكه من عقيدة وفكر وتوجه لتقدم محاضرة للأسرة القطرية والمجتمع القطري ومن يعيشون على أرضها؟، ألا توجد من لديها تجربة أو خبرة كافية تتعلق بالموضوع المراد مناقشته ممن يمتلكن سيرة حسنة وعقيدة غير مشوشة وهو ما يُخالف صفات هذه الضيفة الكارهة للقواعد الشرعية السليمة التي تصون بناتنا من أي شوائب وآفات؟. وهذا المؤتمر بوجود هذه المتحدثة خطر على الأسرة والمجتمع، والمجتمع والأسرة القطرية في غنى عنها طالما أنها تدعو إلى الفساد والإفساد من خلال من هم على شاكلة المتحدثة الذين لا يتشرف مجتمعنا بهم ولا بما يمتلكونه من أفكار ملوثة ومريضة. فاصلة أخيرة لا تصنعوا من "مشاهير الفَلَسْ" قدوات. [email protected]