15 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هي ماما أفريكا، ستظل أضحوكة الغرب والمستعمر القديم الذي نهب ثرواتها الطبيعية والبشرية والتاريخية وترك لها البؤس والفقر والمجاعة والجهل، وفوق كل ذلك مسؤولون يديرون شؤونها بعقلية الجاهلية. إفريقيا لم تستطع نفض غبار الديكتاتورية والاستعباد عنها، مازالت رغم كل ما يشهده العام من تطور ونمو، مستنقعا للحروب الأهلية والإرهاب والانقلابات الدموية والبيضاء ليس على الصعيد السياسي فقط بل حتى الرياضي. الرياضة، وكرة القدم بالتحديد، التي تعد الأفيون الوحيد الذي ينسي الشعوب الإفريقية همومها ومشاكلها وضعف حيلتها. هذه الشعوب التي تنتظر العرس الكروي الإفريقي كل سنتين لتفرح بانتصار أو فخر كروي، ولو كان ناقصا، تستر به عورتها أمام إنجازات العالم الأول في الميادين الأخرى. لكن، مؤخرا بدأت أحلام هذه الجماهير المتمية بحب الساحرة المستديرة تصطدم بصخرة رجل أضحى أهم من أشد رؤساء القارة السمراء، رجل يجثم على أنفاس الأفارقة منذ سنة 1988. 27 سنة وهو على رأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو امتياز لم يحظى به حتى رئيس الويفا ميشيل بلاتيني، لكن شتان بين سويسرا وبين أدغال إفريقيا. العجوز الكاميروني لم يكتفي بإدارة دفة الكرة الإفريقية لعقود دون رقيب ولا حسيب، بل بات في الآونة الأخيرة يشطح بخياله وبعنجهيته أبعد مما يمكن للعقل أن يقبله. لن نتحدث عن إصراره على تنظيم كان 2015 رغم طلب المغرب تأجيله خوفا من انتشار الإيبولا، ضاربا بتحذيرات منظمة الصحة العالمية عرض الحائط. ولن نتحدث عن أفشل نسخة نظمت في غينيا الإستوائية، لا من حيث التنظيم والغياب الجماهيري ولا من حيث المشاكل التي اعترضت طريق المنتخبات ووسائل الإعلام. ولن نأتي على ذكر فضيحة مباراة تونس وغينيا الاستوائية، ولا حتى كارثة التحكيم الإفريقي الذي بات شيئا ساري به العمل ولا يثير الاستغراب، ودعونا نتغاضى عن أعمال الشغب التي شهدتها مباراة البلد المضيف وغانا. لكن ما لا يمكن تجاهله هو العقوبات التي خرج بها الكاف ضد كل من غينيا الاستوائية والمغرب وتونس، والتي أظهرت مدى الاستبداد والعبثية والمحسوبية التي تطبع قرارات اتحاد حياتو. غرامة 100 ألف دولار لبلد مارس جمهوره الشغب والعنف والاعتداء على جمهور الخصم. طبعا فغينيا الاستوائية "أنقذت" كان 2015. أما الجريحة في كبريائها تونس، فقد رش حياتو المزيد من الملح على جرحها بتوقيف رئيس الاتحاد الوطني للعبة وتغريمها 50 ألف دولار. مبلغ يظل ضئيلا جدا بما قد يضطر لدفعه المغرب، الذي سيحرم من نهائيي 2017 و2019، إضافة إلى دفع غرامة بقيمة 8.5 ملايين دولار. وحتى يزيدنا رئيس الكاف من الشعر بيت، وفي خضم محاولتنا هضم هذه القرارات الشاذة، خرج علينا بفتوى جديدة لم تكن في الحسبان، حيث ينوي الكاميروني تعديل قوانين الكاف لتجديد ولايته، يعني أن حياتو مستمر حتى "مماتو". فهل نتحدث عن منظمة رياضية أو عن بروز دولة سياسية جديدة في إفريقيا؟