14 نوفمبر 2025

تسجيل

التوفيق بين الحكيمين

16 يناير 2020

انشطرت الثقافة في المجتمع بين حي الثقافة ووزارة الثقافة، وضاع المثقف بين أرسطوطاليسية الحيّ، وأفلاطونية الوزارة. لكي أوضح ما تحتاجه الثقافة في مجتمعنا لكي تصبح فاعلة ومنتجة من داخل المجتمع لا إسقاطية من أعلى أو مستوردة من الخارج سأوضح انطلاقاً من فكرة فلسفية أجدها تظهر وتبين ما أقصد إليه بوضوح. تمثل وزارة الثقافة والحي الثقافي كتارا قطبي الثقافة الرسمية في المجتمع، ولكي أوضح سمات كل منهما أرجو الانتباه لما يلي: 1_- وزارة الثقافة بمناظيرها الثمانية وبمركز الوجدان الحضاري التابع لها تمثل فكرا وثقافة "أفلاطونية" ومُثلا متعالية. ٢- كتارا ببرامجها وأنشطتها المختلفة والمتنوعة تمثل فكرا أرسطوطاليسيا "أرسكو" واقعيا يفتقد إلى الخيال والإبداع الذي يرتقي بالمجتمع ثقافياً. ٣- المطلوب الآن دمج الاثنين في "أفلاطونية محدثة" أفلوطين دمج بين الفلسفة الإغريقية وأديان الشرق، لكي يمكن الاستفادة من الاثنين، تأخذ بأفكار أفلاطون "وزارة الثقافة" وواقعية أرسطو "حي كتارا" ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال المجتمع واستنبات ثقافة تنبع من داخل قنواته تجمع بين فكره وواقعه ولا يتحقق ذلك إلا من خلال "مجتمع مدني". ٤- إذاً المدخل لتطوير الثقافة ينطلق من الإفساح لوجود مجتمع مدني حقيقي بغير ذلك ستظل الفجوة قائمة وسيظل المجتمع غريباً عن ثقافة تزرع في أحشائه زرعاً لا استيلاداً. الحي مكان والوزارة زمان، والمجتمع فيما بينهما إنسان، لا يعملان من فوقه أو من تحته لابد من أن يكون هو من ينتج ثقافته لا يسطرها له الزمان من فوق ولا يرسمها له المكان من أسفل، لكي لا تضيع الجهود والأموال دون استفادة حقيقية للمجتمع، اليوم المجتمع يقرأ كأفراد لكن لا تمثل القراءة قيمة مضافة إلا بوجود مجتمع مدني، اليوم الشباب يمارسون نشاطات كتارا في موسم شهرا أو شهرين ثم تحصل قطيعة بقية العام، لا يملأ هذا الفراغ سوى تنظيمات المجتمع المدني الحر، جهاز حكومي "ينظم" ويشجع قيام مجتمع مدني حر سيحقق للمجتمع ثقافة مطمئنة، أفضل مما نشهده من استلاب وتهافت وإسقاط لا يُنتفع به . اللهم قد بلغت اللهم فاشهد. [email protected]