16 نوفمبر 2025

تسجيل

النوخذة بن مبارك!

16 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وقعت أحداث هذه القصة في مدينة الزبارة في نهاية القرن الثامن عشر، وهي من المدن التاريخية الأثرية في دولة قطر، وتحتوي الزبارة على الكثير من الآثار التي خَلّفها السكّان الذين عاشوا فيها قديمًا، فقد كانت مزدهرةً وعامرةً، ومأهولة بالسكان، ومن أكبر المراكز التجاريّة في منطقة الخليج العربي، وقد اشتهرت بتجارة اللؤلؤ، وقد قامت منظّمة اليونسكو بإدراج مدينة الزبارة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.لنعود الآن للنوخذة والتاجر بن مبارك.. كعادته كان متوجها إلى دكانه وسط السوق، فتوقف بالحارة أمام بيته عند البئر التي يأنس برشف بعض مائها البارد والعذب، وبينما كان يسحب الدلو، سقط الريال الفرنسي الموجود بجيبه الصدري، حيث تلألأ بياض الفضة مع أشعة الشمس وهو يبتعد عن عينه في أعماق البئر. لقد سقط قلب النوخذة بن مبارك مع الريال داخل البئر، وسقطت مهجته وسعادته وطموحه، إذ كان ينوي دفعه كعربون لحاجيات زواج ابنه، فذهب إلى عمله وهو مطأطأ الرأس، والحزن فوق سلة رأسه.انقضى أسبوع، وكل مرة يعبر بن مبارك بجانب البئر، قلبه يرف مع الريال الذي يناديه من داخل البئر، وكأنها تصرخ عليه وتذله، إذ لا يفارق مخيلته بريقه وهو يسقط! زواج ابنه على الأبواب، ومازال قلبه مع الريال، فاتخذ القرار صبيحة يوم خميس قبل أسبوع من موعد الزواج ، فاستيقظ مبكراً ، وذهب إلى رجال الغوص ، واتفق معهم على إخراج الريال، لكنهم طلبوا منه مبلغ خمسة ريالات مقابل إخراجه، إذ عرفت البئر بعمقها وخطورتها ، فشاع الخبر بين أهل الزبارة ، فتجمهروا كي يعرفوا الخبر ، وابن مبارك ينتظر ظهور الفرج ، والغواصون في كـر وفـر داخل وخارج البئر ، حتى دخل عليهم وقت الضحى ، أي قبل الظهيرة .فجأة ! والجميع في صمت ، خرج غواص وبيده الريال المنشود ، فتعالت الأصوات والتصفيقات ، وزغردت النساء ، وكأنهم انتصروا على البئر العنيدة ، فأخذه بن مبارك وقبله وقال ، الآن أستطيع أن أمشي بجانب البئر مرفوع الرأس ، ولا تذلني وتقتلني كل يوم ألف قتلة ، ولا حاجة أن أبحث عن طريق آخر كي لا أراها ، والحمد لله أني اشتريت راحتي بخمسة ريالات .