10 نوفمبر 2025
تسجيلتمر اليمن بمرحلة خطيرة جداً، فكل يوم يشعر الإنسان بالألم للدماء التي تسفك من قبل أبناء البلد الواحد ومهما كانت المبررات وكل يوم نرى اختلالات أمنية ونجد العسكريين يستهدفون والدولة تأمر بالتحقيق، وينتهي الأمر عند هذا الحد، والكل يستنكر وكذلك الدول العربية والصديقة لا يعدو الأمر لديهم "نشجب وندين ونستنكر" وكأن هذه الدماء لا قيمة لها. ونجد من يغذي لغة الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد وتدفع أموال كبيرة، وهناك مشاكل كثيرة لا يريد أحد أن يتجه لها، لقد اشتكى اليمنيون - والمعارضة دخلت على الخط - من الأزمات التي تعاني منها اليمن: الاقتصادية والفقر والخدمات وقضايا الأمن والاختلال الأمني، لقد ذهب النظام السابق وبقي هذا النظام يدير البلاد من خلال عناصره التي مازالت نافذة ومنفذة، والمعارضة التي حكمت مازالت تعيش بنفس العقلية وهي مشغولة بالمحاصصة، ويجب أن ندرك أن هناك خطراً يهدد سيادة اليمن، وما جرى لإخواننا العسكريين الذين قتلوا في ظروف غامضة والكل يعرف أن هناك تواطؤاً في ذلك، وكذلك المؤامرة لاختطاف نجل منير أحمد هايل وما جرى للشيخ عبدالجبار هايل سعيد وفتح الباب للعصابات المجرمة. إن مؤتمر الحوار يغني خارج السرب يظن الموضوع هو تقسيم اليمن إلى أقاليم وكأن هذا هو الحل؟! المشكلة هي الإنسان اليمني نفسه الذي يجب أن نعيد بناه ليتحمل المسؤولية ويبني ويحفظ وطنه، الحوار يجب أن ينزل إلى جذور الأزمات، في اليمن مشاكل الفقر والتنمية وقضية الهوية، لماذا السلاح المخزن في اليمن؟ وما هي أهميته لليمنيين؟ هذا السلاح المخزن الذي يدمر البلاد لصالح من؟ أين العدو الذي نشتري ونخزن السلاح له؟ يجب وضع استراتيجية وطنية لمحاربة السلاح وتجارته وإنشاء مدن الحب والسلام والخلو من الأسلحة بالتوعية ودور شيوخ القبائل والإعلام ونفوذ الدولة، على حكام اليمن أن يضعوا مبادرة أمنية تقتضي محاربة حمل السلاح وتجارته يشارك فيها المجتمع، يجب وضع مبادرة للتنمية الذاتية والاعتماد على الذات والمشاريع المحلية والزراعة والمياه، يجب المبادرة لإصلاح الأسرة والمدرسة والإعلام لما فيه مصلحة البلاد، يجب قيام لجنة مصالحة شعبية للإصلاح بين الناس وحملات توعية إعلامية دينية وثقافية وسلوكية، الحوار يجب أن يحل أصول المشاكل. على حكام اليمن ورجال الأحزاب أن يتنازلوا عن المحاصصة والصراع لأجل المظاهر ويتنازلوا عن الذات لصالح اليمن ويحموا وطنهم. هؤلاء يجب أن يضعوا دراسات لأصول المشاكل وبناء اليمن، ليسجل التاريخ أنهم أنقذوا بلادهم، أما الرئيس السابق، فأتمنى أن يتعلم من مانديلا، تمنيت لو فكر علي عبدالله صالح ليعمل من خلال مؤسسة إنسانية لمساعدة الفقراء ودعم التنمية والمرض ومحاربة المشاكل الاجتماعية، وأن يكون مصلحا وأخا للجميع يتعلم من سوار الذهب وغيره وسيسجل له التاريخ ذلك وأن يتجاوز وينسى الماضي والحمد لله حكم اليمن بما فيه الكفاية ويضع حب البلاد نصب عينيه ويضغط على أولاده وأقربائه في هذا الإطار. وتمنيت لو أن الرئيس عبد ربه منصور استفاد من أخطاء سلفه، واختار عناصر ذات تجربة وطنية تحب الناس وتساعده على سماع ما عند أهل الرأي والحكمة وألا يغلقوا الباب في وجه الصادقين والناصحين وألا يجعلوه بعيدا عن الحقائق ويحجبوها عنه ويحرموه من أجر وفضل خدمة اليمن والنهوض بها ويسجل له التاريخ ذلك وأن يعمل لجنة موسعة لسماع وجهات النظر. وتمنيت لو أن دول الخليج دعت لمؤتمر في بلادها للرموز القبلية ورموز الدولة والأحزاب وغيرهم للعمل لإنقاذ وطنهم اليمن ومنع أي تدخل في شؤونه بما يسمى أمن واستقرار المنطقة وأن تقدم مساعدة لليمن في إصلاح جهازه العسكري والأمني وبسط نفوذ الدولة وأن يقدموا لإصلاح هاتين المؤسستين وتقديم الدعم الاستراتيجي والمشورة لمنع سقوط اليمن في وحل الإرهاب والقضاء على الجماعات الإرهابية وأن تدرك دول الخليج أن الكل مستهدف وهناك جهات إقليمية ودولية تريد الحرب في المنطقة مهما كلف الثمن. عليهم ألا يكتفوا بالبيانات، وأن يستخدموا نفوذهم وكذلك مساعدة الشعب في حملة خليجية كبيرة للجوانب الإنسانية الطارئة، ودراسة حلول لمشاكل اليمن مع أهل الخبرة الدولية والعربية بالتعاون مع الفرقاء اليمنيين، فهم إخوة لهم، والأمر يحتاج إلى عمق ودراسة جذرية، لا إلى حلول إنشائية وبيانات وترقيع.