10 نوفمبر 2025

تسجيل

طوفان الأقصى

15 أكتوبر 2023

يعيش العالم أزمة سياسية مُحتدة منذ أن بدأت عملية طوفان الأقصى، والتي فاجأت الكيان الإسرائيلي، حيث أعلن الأسبوع الماضي القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف والتابع لحركة المقاومة الإسلامية حماس إطلاق العملية، وذلك رداً على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، وتواصل عملية طوفان الأقصى اشتباكاتها والتي تمكنوا فيها من قتل عدد كبير من الإسرائيليين وأسر بعض القيادات الإسرائيلية. واعترف الكيان الصهيوني بقوة عملية طوفان الأقصى التي اخترقت كل الحواجز العسكرية والحصار المفروض على غزة وعلى تحركات الفلسطينيين بل استطاعوا اختراق الاستخبارات الإسرائيلية التي ظهر ضعفها بعد عملية طوفان الأقصى المدروسة بدقة، إلا أن ردة فعل إسرائيل كانت بشراسة العملية فوجهت ضربات لغزة التي تعيش منذ أسبوع دون كهرباء وماء وبقصف مستمر ودمرَت المجمعات السكنية والحيوية وخَلفَ خسائر في الأرواح، فأعداد الشهداء في تصاعد يومياً، خاصة بعد العجز الكامل للمستشفيات التي لم تعد مؤهلة لاستقبال الجرحى ناهيك عن توقف الكهرباء عنها مما تسبب في كارثة إنسانية وقفَ العالم صامتاً حيالها، فكل يوم نتأمل أن يصدر قرار دولي يلزم إسرائيل بوقف الانتهاكات الإنسانية في غزة، ولكن للأسف نجد أن معظم الدول العظمى تقف للجانب الإسرائيلي الذي مارس العنف وخاض حربا محرمة دولياً في حق الفلسطينيين منذ 1967 عندما قام الجيش الإسرائيلي باحتلال الضفة الغربية من نهر الأردن، واحتل قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية، حيث عُرفت باسم حرب الأيام الستة، والنكسة بعد احتلال إسرائيل سيناء، ومن بعدها توالى تغلغل الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وكلما انتفض الشعب الفلسطيني تكون ردة الفعل همجية من إسرائيل، ونشأت حركة المقاومة الإسلامية حماس في أواخر 1987 وهي حركة إسلامية سياسية فلسطينية مُسلحة مقاومة للاحتلال الصهيوني ترتبط فكرياً بجماعة الإخوان المسلمين رغم أنها أعلنت فك ارتباطها التنظيمي بالإخوان في 2017، وهدفها تحرير فلسطين كاملة من النهر للبحر. ونتيجة للضربة القاسية التي تلقتها إسرائيل من عملية طوفان الأقصى كشّرت عن أنيابها فبدأت بقصف مدمر لغزة دون إنسانية فقصفت بيوتاً مأهولة بالسكان فاستشهدت عائلات كاملة، وبقطع الماء والكهرباء عن غزة جعلتها بؤرة للتلوث وكأنها إبادة جماعية، ولم تتردد في قصف سيارات الإسعاف ولا الأبرياء من النساء والأطفال الذين ارتقوا جراء القصف ومن ظل منهم أحياء يعيشون كارثة إنسانية دون مأوى ولا أكل ولا دواء ولا أمان، ووقفت عاجزة منظمات حقوق الإنسان عن تقديم المساعدة، ووضحت الخطة الجهنمية لإسرائيل في رغبتهم بالاستيلاء على أراضي غزة، فها هي تنشر المنشورات لأهالي غزة بالنزوح للمنطقة الجنوبية وإخلاء بيوتهم وذلك تمهيداً لتهجيرهم لسيناء فيتحقق حلم الكهيان الصهيوني لاحتلال فلسطين بالكامل. يؤسفنا وقوف الدول العظمى مع إسرائيل، ويؤسفنا منع المسيرات المؤيدة لفلسطين في الدول الأوروبية، ويؤسفنا منع التعبير عن حرية الرأي ومساندتنا لفلسطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي فكأن العالم تكالب على فلسطين ومنعها من التنفس ومن يساعدها على التنفس، فعذراً لفلسطين وعذراً لإخواننا في فلسطين لا نملك إلاّ الدعاء لكم ومساندتكم بقلوبنا والشعور بالأسى والعجز تجاه ما يحدث لكم، كان الله في عونكم ورحمة الله على أرواحكم وشفى الله الجرحى وحفظكم من كل شر. تشهد القضية الفلسطينية صراعاً عربياً إسرائيلياً منذ 1897 ونتجت عنه أزمات وحروب في منطقة الشرق الأوسط ما زالت مستمرة إلى الآن بل وأصبحت أكثر شراسة، وللأسف تجد إسرائيل مساندة ودعما من معظم الدول الأوروبية وأمريكا، بل وتتحفظ بعض الدول العربية عما يحدث في غزة بعد عملية طوفان الأقصى حفاظاً على مصالحها السياسية المشتركة مع إسرائيل والدول العظمى، والنتيجة حمام الدم الذي نشاهده في غزة والدمار الذي خلفته القذائف الإسرائيلية فأحالت غزة لمدينة أشباح!. يعتبر يوم 7 أكتوبر 2023 يوما تاريخيا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بانطلاق عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس والفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل والتي استطاعت بخطتها القوية اجتياز الاستخبارات الإسرائيلية وأظهرت الضعف في حكومتهم التي تعتمد على المساندة الأمريكية والدول العظمى!.