12 نوفمبر 2025

تسجيل

شبابنا والمجتمع

15 سبتمبر 2015

الشباب هذه هي الكلمة الدارجة في هذا الزمن الكل يتحدث عنهم ويطالب بالاهتمام بهم ويحث على احتوائهم ولكن الكثير لا يتحدث عن الشباب أنفسهم ولماذا هناك من يشعر أنه مقصر في حقهم ولماذا في هذا الوقت تذكرنا أن لدينا شباباَ وشابات يحتاجون لهذا الاهتمام.لو أسهبت في كتابة الأسئلة لأنهيت المقال وأنا مازلت أسأل ولكن ما يجعلني أتحدث اليوم وبعين قوية هو لأني شاب ضمن هؤلاء الشباب لا أختلف عنهم في الطموح والرغبة ولكن السؤال الأكبر لماذا أصبح شبابنا هكذا؟ فنحن للأسف لم نهمل الشباب بل أهملنا المجتمع الذي يعيش فيه شبابنا فنحن اليوم نجني ثمار ما غرسناه في هذا المجتمع وعلينا العودة للوراء قليلاً فلماذا شباب الأمس ليسوا كشباب اليوم؟ والإجابة بسيطة جداً لأن مجتمع الأمس ليس كمجتمع اليوم فمجتمع الأمس كان يعمل ليعمر الأرض ويفكر لكي يعيش ويبني مستقبله ومستقبل مجتمعه ولكن مجتمع اليوم أصبح يعمل ويفكر ليس من أجل أن يعيش ويبني مستقبله بل من أجل أن يزداد رفاهية ويحقق ملذاته فأصبحت الشهوات هدف من أجله يجمع المال الذي يأتي عن طريق العمل والعلم أصبح من أجل الوظيفة والمنصب الذي من خلالها يعمل ويجمع المال لتحقيق تلك الملذات والشهوات أياً كانت وللأسف أن كل هذا هو نتيجة لتفكير المجتمع الذي أصبح يتباها بكل ذلك بل هناك من يقترض المال من أجل الملذات ولعل الإعلام الجديد كشف لنا بشكل واضح كيف مجتمعنا يعيش.ومن هنا لابد أن نؤمن أن الطريق الصحيح ليس في احتواء الشباب فنحن لا نحتاج لاحتوائه بل نحتاج لمن يفجر طاقاته ويغير نمط تفكيره وأسلوب معيشته وثقافة عقله من خلال صناعة المجتمع الذي هو الطريق نحو صناعة الفرد علينا أن نؤمن بأن تفكك المجتمع سبب رئيسي في كل مشاكل شبابنا وغياب الكثير من الثقافات الاجتماعية الرئيسية في الحياة كانت ومازالت هي الطريق الذي بسببه انحرف شبابنا فكراً وسلوكاً بل إن العذاب الأكبر الذي يعاني منه المجتمع هو الأنا التي أصبحت سمة مجتمعاتنا فغرسها المجتمع ثقافة في عقولنا وسلوكاً في تعاملاتنا.شبابنا اليوم ليسوا في حاجة لأي نوع من أنواع الاحتواء بل هم في حاجة لمجتمعات تطلق طاقاتهم وتنمي مهاراتهم وتوسع ثقافتهم وتعيد تركيبتهم الفكرية وشبابنا اليوم لا يحتاجون لمؤسسات تخلق لهم الفرص بل يحتاجون لمؤسسات تفك القيود ليخلقوا فرصهم ويشقوا طريقهم نحو مستقبلهم شبابنا اليوم لا يريدون تلك المؤتمرات التي أصبحت اليوم ظاهرة تسويقية وكلاماً مرسلاً بل يريدون تربية منهجية واقعية تنمي السلوك والأخلاق لنحقق مقولة (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت) لذلك علينا اليوم أن نفكر في المجتمع أكثر من تفكيرنا بالشباب فلابد أن ننظر للأرض التي نغرس فيها والماء الذي به نسقي غرسنا لكي نعرف ونستبشر بما نحصد من ثمار ليأكل أولادنا غداً.