11 نوفمبر 2025

تسجيل

دحيّم النفطي والعطلة الصيفية بعيدا عن السياسة

15 يوليو 2016

كتبت في صيف العامين الماضيين عن دحيّم والصعوبات التي تواجهه كل صيف مع الأسرة التي تلح عليه بالسفر إلى خارج الديار لقضاء العطلة الصيفية أسوة بالأصدقاء والأقارب. يعود دحيّم هذا العام لينشغل بالبحث عن مكان طيب وآمن ورخيص لقضاء العطلة الصيفية في معية العائلة. (2)ذهب دحيم مع صاحبه أبو صخر إلى مكتب سياحي وطلبا أن يحجز لهما ولأسرتهما تذاكر سفر وفنادق خارج البلاد لمدة شهر، شرط أن يتوفر الأمن للأولاد، إذا خرجوا من الفندق يعودون بالسلامة، وأن تكون البلاد رخيصة، قال أبو صخر "وحنا الكبار نقدر نروح أماكن نفل الجاج، وما حد يلاحقنا ويحسب علينا وايش تأكلون وايش تشربون". دحيّم يقول "قبل سنتين جيت عندكم، أي مكتب السياحي، وطلبت السفر إلى بلد أجنبي ما حد يعرفني فيه، علشان أخذ حريتي، واقترحتم علي بلد ما، وقلتم هذه البلاد لا يسافرون ايليها أهل الخليج، وفرحت بذلك الخبر، وشدينا والعائلة الرحال إلى تلك البلاد. وبعد أن أمّنت سكن العائلة، خرجت أشم الهوى، وجلست في مقهى مفتوح على قارعة الطريق، وطلبت من النادل شاي بارد (آيس تي) وحضر طلبي طبعا فيه ثلج ولونه مشعشع يميل إلى الاصفرار، أخذت الرشفة الأولى والثانية، وإذا بشخصين يسيران بجوار المقهى لا حظى على وجهي سمات الوجه العربي فتوقفا عند طاولتي، حياني ورديت التحية، فسأل أحدهما: ما هذا الذي تشربه؟ قلت ببراءة شاي مثلج (آيس تي)، وقال الآخر ليش تشرب شاي مثلج والبلاد باردة، قلت هذا مزاجي. قال الأول اعتقد أنه شيء آخر يمكن من المحرمات. قلت ذقه أو على الأقل شم رائحته، قال معاذ الله. قلت بصوت محتج على صنعهما: حتى في بلاد الغربة ملاحقينا تشكّون في كل أفعالنا وكأنكم وكلاء الله على عبادة، أما كفاكم ملاحقتنا في بلادنا. قال أحدهما نحن محتسبين على الله متواجدين في كل مكان ندعوكم للالتزام بالدين الإسلامي في بلادكم وفي الغربة أيضا، وسوف نلاحقكم بالتذكير والتنبيه بتعاليم الإسلام". (3) عاد دحيّم إلى فندقه منزعجا مما واجه في المقهى المجاور للفندق. وجد أهله في حالة قلق وبناته يبكين، فسأل: ما خطبكن؟ قالت إحداهن لأبيها: لقد استوقفنا رجل وامرأة محجبة الوجه والكفين، وقالا لنا قولا بذيئا جدا وطلبا منا العودة إلى سكننا وأن نرتدي الحجاب إن أردنا الخروج إلى السوق. قالت لهما الأم: هذا لبسنا في بلادنا وليس لكما الحق في الحديث معنا بهذه الطريقة. راحا يلاحقان العائلة ويتحدثان معهم من خلاف بكلمات الوعظ والإرشاد، وأنهما محتسبان إلى الله. التفتت الأم إليهما وقالت: اذهبا عنا وإلا صرخت وطلبت البوليس وقلت إنكما إرهابيان من تنظيم داعش ووجهاكما ومظهركما يثبت ذلك.عادت الأسرة إلى الفندق وقرر رب الأسرة العودة إلى البلاد طالما لا يجد حريته وحرية أهله في ديار الغربة، فلماذا السفر إلى الخارج. قالت أم العيال: والله يا دحيّم إن بلادنا أبرك وأريح وبدون تكاليف زيادة. في الصيف، البيوت والأسواق والسيارات كلها مكيفة، وكل شيء موجود في البلاد، وأزيد من ذلك، الشوارع فاضية من الزحام ولا حد يتعرضنا بكلمة واحدة.آخر القول.. أبو صخر سمع السالفة كلها وقال: يا ليت فنادقنا ومقاهينا ونوادينا تعطي أسعارا مميزة خلال فترة الصيف لتشجع الناس بعدم السفر إلى الخارج.