10 نوفمبر 2025

تسجيل

مجزرة (الجرف الصادم) في غزة

15 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الذاكرة أيضا ،العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر رمضان لمدة أربعين يوما في العام 2014، فقد أحالت إسرائيل بغارات طائراتها الحربية وبقذائفها الصاروخية ومدفعية الدبابات التي لا تنفك تهوي على رؤوس المدنيين في منازلهم وفي الشوارع في العدوان الذي أطلقت عليه "الجرف الصادم" ،أحالت صيام الفلسطينيين إلى جحيم ،،،فكانت الحرب ،وكان الموت والدمار مع الجوع والعطش ،وكان الصبر والكفاح سلاح الغزيين طوال الشهر الفضيل .لم يشعر قُرابة مليون وثمانمائة ألف نسمة يعيشون في قطاع غزّة بأيام رمضان كالعادة المميزة، وباتوا على غير علمٍ بما مضى من رمضان وما تبقّى منه، وجُل همّهم أصبح متابعة أخبار الأهل والأصحاب. انشغل الغزيّون عن أجواء مدينتهم المميزة في رمضان، فلم يعلق أصحاب المحال التجارية فوانيس رمضان والزينة على أبواب محالهم، ولم يعد هناك وقت لتشغيل الأناشيد الإسلامية الخاصة برمضان في الأسواق والطرق.. وحدها صورة الشهداء تحظى بالاحترام والتقدير،وأنشودة "اضرب اضرب تل أبيب" للفنانين الفلسطينيين تصدح في كل الأماكن.فرضت إسرائيل في العام 2005،حصارا خانقا على القطاع وقامت بعدة عمليات عسكرية عدائية ضد أهل غزة ، بما في ذلك مجزرة غزة في عام 2009، والتي قتل فيها وجرح الآلاف ، والحرب على غزة في 2012 ، واشتباكات مارس 2012 .وفي ظل ذلك العدوان الإرهابي الهمجي عاش المواطنون في القطاع أيامًا عصيبة في شهر رمضان المبارك الذي عكر العدوان أجواءه، فباتوا لا يستطيعون الذهاب إلى المساجد لأداء صلواتهم بسبب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف كل شيء متحرك في الشارع، كما لم يعودوا قادرين على زيارة أقربائهم ووصل أرحامهم في هذا الشهر.ونتيجة انقطاع التيار الكهربائي، كان الناس في أول أيام رمضان يُصلون التراويح في العراء، لاشتداد الحر عليهم داخل المساجد. ولكن، مع اندلاع الحرب، استهدفت إسرائيل المُصلين وأوقعتهم ما بين شهداء وجرحى، فلم تعد صلاة التراويح في العراء ببساطتها وجمالها.الحرب على غزّة غيبت كثيراً من عادت الفلسطينيين في رمضان، فقد كنت تجدهم وقت العصر وقبل الإفطار ينتشرون في الشوارع والأسواق، ويجتمع الأهل والأحباب أمام بيوتهم للتسامر والحديث في أخبار الحارة والأقارب، إلا أن الشوارع باتت خلال أيام العدوان شبه خالية من البشر، وكأن منعاً للتجول فُرض على المدينة المعزولة كلياً عن العالم الخارجي، ولم يعد الناس يخرجون خوفاً من أن تستهدفهم الطائرات.حرمت الحرب الإسرائيلية على القطاع ،سكان غزة من التمتع بالأجواء الصيفية والإجازة السنوية التي ينتظرونها من العام إلى العام، فهم لا يمتلكون وقتاً آمناً للذهاب إلى شاطئ البحر الذي كانت تدور فيه معارك طاحنة ما بين الزوارق الإسرائيلية ورجال المقاومة. ومن أقسى مشاهد الموت التي علقت بأذهان الفلسطينيين وقلوبهم من هذه الحرب، صور الشهداء وهم ممحولين على أكتاف المقاتلين إلى المستشفيات الميدانية ،ومنهم شهيد راقد في ثلاجة الموتى، بينما خطيبته التي كانت تنتظر انقضاء شهر رمضان لإقامة حفل زفافهما تذرف الدموع مصدومة باستشهاده ... وإلى الغد بمشيئة الله.