07 نوفمبر 2025

تسجيل

في الذكرى الـ 66 للنكبة.. هل نلتقط طرف الخيط ؟

15 مايو 2014

اليوم 15 / 5 يوافق الذكرى الـ 66 لنكبة فلسطين، وتترافق هذه الذكرى مع تحولات سياسية واتجاهية كبيرة وكثيرة تؤشر على مرحلة جديدة تماما تكاد أن تكون مفترقا استراتيجيا تدخله القضية الفلسطينية، يستوجب الكثير من العمل والاهتمام ورصد الفوارق والمتغيرات، من جهة لتصويب مسار طويل من التيه السياسي والوطني الذي اعترى القضية حتى الآن، ومن الجهة الأخرى للنجاة من عقابيل أشد سوءا قد تقع على القضية..أما التحول الأول، فهو أن العناوين الفلسطينية ولأول مرة تغلبت على العناوين الإسرائيلية، وصارت لها السيادة على أجواء المنطقة الإعلامية والدبلوماسية، كانت العناوين دائما (المفاوضات، الانقسام، الحصار، التطبيع، الاعتقالات، التنسيق الأمني، المال السياسي، الزيارات المكوكية..) ما ضيع القضية وبعثر الكثير من الاهتمام بها.. فصارت العناوين " فشل المفاوضات، إنهاء الانقسام، مؤتمرات حق العودة، إضراب الأسرى، الفعاليات الشعبية، سفينة كسر الحصار، غضب أمريكا والرباعية من نتنياهو، موقف صهيوني عدمي..) بما أعاد الوجاهة والاعتبار لمنهجية المقاومة، وللوحدة الوطنية والثورية، وذكّر بثوابت القضية، وبقضية الأسرى، وحشد الرأي العام بما فيه الأمريكي والأوروبي لتحميل المسؤولية للاحتلال.. وأزعم أنه إذا استمرت جهود المصالحة، وإذا استطاع الفلسطينيون تحويل النيات الطيبة حولها لقواسم مشتركة، وإلى حقائق واقعية، واستطاعوا توظيف إمكاناتهم الدبلوماسية لفضح العدو، واشتغلوا على هذه العناوين بمنهجية ووحدوية وعزيمة جادة.. فإن النتائج المتوقعة لصالح القضية ومشروع التحرير ستكون كبيرة وكثيرة وبحجم الفرق بين العناوين القديمة والعناوين الجديدة.. أما التحول الثاني: فهو دخول المنطقة حالة من الفرز والقسمة السياسية والفكرية والعقدية المذهبية على خلفية وصول الثورات العربية لمعسكر المقاومة سابقا (سوريا) وتورط إيران وحزب نصر الله والعراق في حرب طائفية قد تغيّب القضية الفلسطينية وتفكك الكثير من ماكينزماتها إلى ما لا يعلم إلا الله مداه وأثره.. فالانقلاب المصري يحاول الانتقال بمصر صراحة ومباشرة إلى المعسكر الصهيوني، ولديه داعمون من المحور المتصهين قديما يدعمونه.. وهذا يعني أن المحاور في المنطقة صارت ثلاثة محاور شديدة التباعد بدل محورين ؛ محور الدول التي تسميها أمريكا " دول الاعتدال " وتطلق عليها الشعوب " النظم المهرولة، أو المتأسرلة، أو المحور الصهيوأميركي " وهي المتدهنة بأمريكا والمتحالفة سرا وجهرا مع الصهيونية ومع الكيان الإرهابي.. ومحور ثان هو محور المقاومة والممانعة الذي سقطت منه حتى الآن إيران وسوريا وحزب نصر الله.. ثم محور ثالث هو المستجد الساقط من محور المقاومة والذي صار واقعا، وهو يميل لأمريكا وإسرائيل من حيث عداوته لخط الأمة التاريخي، ومن حيث ما ينتج عن منحاه السياسي من انقسام في الأمة، ومن حيث ما يمكن أن يتطور إليه، ويميل من جهة أخرى إلى محور المقاومة بجامع الشراكة الماضية وبعض المصالح والفوارق الأيديولوجية التي لا تزال قائمة.. هذا المحور المستجد ؛ يمكن أن ينحدر بسرعة إلى معسكر أمريكا وإسرائيل، جزئيا أو وقتيا أو أكثر من ذلك وسريعا أو على مراحل، تحت ضغط الأحداث والتحديات، وما يقع من فرز أيديولوجي واتجاهي.. ذلك يقتضي من محور المقاومة التنبه والمسارعة لاحتوائه وعدم السماح بهذا الانحدار في ظل عاملين محرضيْن باديين ؛ الأول: أن إيران كرأس لهذا المحور تبدي باستمرار وإصرار الاستعداد لإعادة العلاقات مع المقاومة بعيدا عن المعادلة السورية.. والعامل أو المحرض الثاني: أن المحور المتصهين قد بدأ بالفعل محاولات لاحتواء إيران وفريقها والتزلف لهم.. آخر القول: بعد الانقلاب الغاشم المتصهين في مصر، وشراسة وقسوة المعركة في سوريا، وما طفا على سطح المنطقة من أحداث وانقسامات، ومحاولة حصار وإرهاب الفكر الإسلامي والمقاومة.. ظن الظانون أنه خراب لا فكاك منه وأنها النهاية للقضية الفلسطينية.. وقد حدّث العدو وأذياله أنفسهم بذلك وكتبوا فيه ما كتبوا.. ويأبى الله تعالى إلا أن تظل القضية الفلسطينية بوصلة التصويب لكل الأوضاع وأن لا تتبدد أدراج الرياح ؛ فتجمعت الموازين واحتشدت العناوين كلها لصالح التحرير واتجاهات إصلاح الحال الفلسطيني بقدر ما وراءه من تحديات، فهل نلتقط طرف الخيط؟