07 نوفمبر 2025
تسجيلهل أتى ابن الربيع العربي لكي ينتقم لأبيه بعد أن قتله الظلاميون أعداء الحرية ؟ وها هو يهم بالدخول من بوابة الجزائر والسودان فقد دخل بالفعل وأحدث تسونامي اقتلع تلك الأشجار المُعمرة المترهلة القاتلة المؤذية التي كانت تسد طريق التقدم والازدهار والحياة الكريمة بأغصانها ذات الأشواك الكثيفة ، وكذلك سوف يقتلع معها تلك النباتات السامة التي تُحيط بها وتتغذى على الفساد وسرقة أحلام الناس وخيرات أوطانهم، وتركت لهم ضيق ذات اليد والمعاناة الشديدة في مختلف جوانب الحياة . فمطالب هؤلاء الثائرين مُحقة فهم لا يطلبون المستحيل ولا العيش في القصور ولا الطائرات الخاصة ولا اليخوت ولا حسابات خارجية بأرقام فلكية وإنما أبسط الحقوق وأقلها. وكم كانت هذه الثورات راقية وسلمية لم تمس الممتلكات ولم تُخرب شيئا حتى رجال الأمن والجيش كم كانوا منسجمين مع الجماهير ولم يكونوا عنيفين في تعاملهم معهم بعكس الثورات السابقة التي استخدمت فيها القوات الأمنية العنف والعنف الشديد ضد الجماهير . فالتجارب السابقة علمتنا أن الطغاة ومن حولهم من الشبكات العنكبوتية فاتورة خلعهم كانت مُكلفة ودامية ولا يستسلمون بسهولة لكن إرادة الله والشعوب أقوى من أي شيء وسوف يستميت أعداء الحريات في تحويل هذه الثورات إلى فتن وانشقاقات . لكن لله الحمد الشعوب واعية وقد تعلمت مما حدث في الثورات السابقة كيف كان الالتفاف عليها وكم كلف الشعوب ذلك من دماء بريئة قُتلت بلا ذنب . فالعسكر لم يصنعوا خيراً قط ولم يحكموا بلداً إلا وأفقروه وأعاقوا فيه كل تقدم وازدهار وحملوه الديون ولم يفلحوا إلا في بناء السجون. والنماذج في العالم العربي واضحة لا تخفى على أحد، وقد تزداد حساسية بنكرياس الزعماء العرب الآخرين اتجاه شعوبها وقد يفرزون مزيدا من الإصلاحات والمشاركات ودول المؤسسات وتوزع الثروات بالعدل والمساواة وتنبذ الطبقية المجتمعية التي استشرت في المجتمعات العربية . [email protected]