09 نوفمبر 2025
تسجيلولم يكن هذا التطور مقتصراً على مصر، فقد شمل العالم الإسلامي كله، فقد ذكر خوجة بخش المسلم الهندي انحرافات حدثت في الهند، وكيف فقد الآباء سلطانهم على الأسرة، وتجاوز ذلك إلى الخمر والمقامرة. وانحرف الشعر والأدب، وطغت القصة على كل الفنون الأدبية ولكنها أصبحت نموذجا للانحراف والشذوذ، تقدم باسم الواقعية تارة، وباسم التحليل النفسي تارة أخرى، حتى صار فن القصة أشد خطورة من الكوكايين والحشيش والأفيون، وصار من أبشع وسائل الإفساد عند انتقال ميدانه إلى السينما. وقد بلغ التفسخ في البلاد الإسلامية إلى المناداة بالحرية الجنسية المطلقة وبوجوب فهم (الشرف) فهما جديدا لا علاقة له بالمحافظة على العرض، إذ الشرف عندهم يتمثل في الأمانة والصدق والوفاء بالعهد. وقد قام التبشير بدور كبير في الإفساد الخلقي في الفترة السابقة. أما في الفترة الأخيرة فقد قام بالدور الأكبر في هذا الميدان اليهود والصهاينة في العالم كله عامة وفي العالم الإسلامي بوجه خاص. وفي كتابه (جذور البلاء) يحدثنا مؤلفه عبدالله التل عن تجارة الجنس في إسرائيل، وكيف يسخر الجنس للحصول على أسرار ومعلومات من الأجانب الذين يزورون إسرائيل، بل ان قوات الطوارئ الدولية التي كانت مرابطة على حدود إسرائيل قبل نكسة عام 1967م، يقول عبدالله التل: "قلما تجد مراقبا للهدنة أو ضابطا من البوليس الدولي ليس له عشيقة يهودية يغرقها بالهدايا من الأقطار العربية التي يزورها". والحكومة الإسرائيلية تشرف على تنظيم عملية البغاء الذي يخدم أهداف الدولة السياسية، بالحصول على المعلومات، وكسب صداقة الزوار والسياسيين، كما أنها جزء من حملة الدعاية ضد العرب إذ أن بعض الأماكن تمارس فيها الدعارة بشكل رهيب، ناسبين ذلك إلى الحياة العربية الإسلامية زمن الخلفاء، ويطلقون عليها حفلات ألف ليلة وليلة. والدعوة إلى الإباحية الجنسية واضحة وصريحة في بروتوكولات حكماء صهيون وفي تعاليم الماسونية، وقد نجح اليهود في تأسيس نوادي العراة ونشر فكر الغربي، كما نجحوا في السيطرة التامة على صناعة السينما وتوجيهها إلى ما يخدم أهدافهم. ويقول عبدالله التل: "وهكذا يظل اليهود سادة الحياة الأمريكية الأوروبية، ومعاول الهدم في كيان المدنية الغربية. ولو اقتصر الأمر على أوروبا وأمريكا لما كان لنا أن نقلق أو نخاف، ولكنه سري في المجتمع العربي الإسلامي، وأخذ يعبث بقواعد المجتمع وأسسه المتينة على الأخلاق الإسلامية، وهكذا نرى أن هذه الوسيلة من وسائل الغزو الفكري قد دمرت أخلاق الأمة وبدلت أوضاعها الاجتماعية، وكثير من الشبان المسلمين ينساقون وراء هذا التيار الجارف وهم لا يعلمون أنهم بذلك يحققون أهداف أعدائهم، ويساعدونهم على اغتيال حضارتنا الإسلامية من داخلها. هذا وبالله التوفيق.