14 نوفمبر 2025

تسجيل

العواملة.. عندما تكتوي الرياضة بنار السياسة

15 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في بلداننا العربية، لا يعد توقيف صحفي عن العمل أو تقديمه للمحاكمة أو حتى مصادرة حقه في التعبير ونقل الحقائق للشعب خبرا، بل هو روتين شبه يومي اعتاد عليه كل من اختار مهنة المتاعب وقبل بشروط لعبتها منذ البداية. لكننا وللأمانة، تعودنا أكثر على تكميم أفواه ومعاقبة الصحفيين الذين اختاروا سبر أغوار القلعة المحظورة: السياسية. لدرجة أن العديد من الباحثين عن المتاعب فضلوا الابتعاد عن هذا البركان الهائج، ميممين وجوههم وجهودهم شطر مجالات صحفية أخرى حفاظا على سلامتهم. وفي المغرب، بلد لا نستطيع أن ننكر أنه حقق تقدما ملموسا في حرية الصحافة والتعبير، اعتدنا التضامن مع العديد من الزملاء الذين اكتووا بنار السياسة والسياسيين، لكننا وجدنا أنفسنا هذه المرة أمام نازلة جديدة وفريدة من نوعها، بعدما سلط مقص الرقيب على أحد الإعلاميين الرياضيين في البلد وهو نوفل العواملة مقدم برنامج بطولتنا على قناة ميدي 1 تي في المغربية. أول نقطة غريبة في قضية العواملة أن مقص الرقيب لم يسلط عليه من قبل المحكمة أو وزارة الإعلام، بل من قبل الجهة التي من المفترض أن تكون الداعم الأول له وأن تنصره ظالما كان أم مظلوما مادام ذلك في إطار حرية التعبير وعدم التجريح. لكن ماحدث هو أن الصحفي تلقى إنذارا بتوقيفه عن تقديم برنامجه والاكتفاء بإعداده مباشرة بعد حلقته الساخنة التي تطرقت لتدخل السياسة في تسيير الرياضة. صحيح أن العواملة وبالرغم من الحملة الشعبية التي تسانده على مواقع التواصل الاجتماعي، آثر ضبط النفس والحفاظ على خط الرجعة مع جهته المشغلة، نافيا أن يكون السبب وراء توقيفه هو حلقته الشائكة، بل يتعلق بأمور داخلية في القناة، إلا أنني شخصيا، وكصحفية رياضية ومثلما تعودت الوقوف إلى جانب زملائنا الصحافيين في جميع المجالات وفي شتى انحاء العالم، أجد نفسي مطالبة بالتضامن معه والتنديد بالتعسف الذي تعرض له من قبل قناة ميدي 1 تي في، خصوصا وأن الأمر يتعلق بموضوع لطالما تطرقت له في كتاباتي وعارضته بشدة وهو استغلال السياسيين للرياضة لخدمة مآربهم ومصالحهم الشخصية. صحيح أن هذه الموضة ظلت بعيدة لسنوات عن الساحة المغربية، إلا أننا رأينا مؤخرا أنها درجت وبقوة، لدرجة أنها وصلت لخزانة رئيس الحكومة. الكل يعلم أن الانتخابات الجماعية في المغرب باتت على الأبواب، وهذا ما جعل الأحزاب هناك سواء الموالية أو المعارضة تلجأ لطوق الرياضة بعد أن حرقت كل أوراقها الانتخابية من الوعود الواهية والأكاذيب والتضليل وتبادل التهم والشتائم. فجأة، كل السياسيين أصبحوا مهتمين بأفيون الشعوب كرة القدم، ولا تستغرب إن رأيت مرشحي الأحزاب بقمصان بعض الأندية الكبرى الجماهيرية في حملاتهم الانتخابية، ففي الحروب السياسية كل الأسلحة والمناورات مشروعة حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر ملايين المواطنين الذين ارتموا في أحضان الرياضة هربا من قساوة السياسة.