10 نوفمبر 2025
تسجيلكتبت في هذه الزاوية بتاريخ 1 / 3 تحت عنوان أفعال ترتكب تستحق العقاب ملخص تلك المقالة " ثلاث فتيات قطريات يترجلن من سيارتهن ويخرجن فتاة أخرى من سيارة ثانية وينهلن عليها بالضرب وتمزيق الملابس أمام المارة الأمر الذي أدى إلى نقلها إلى المستشفى وسُجل محضر رسمي بتلك الواقعة الأليمة ولا ندري ماذا كانت النتيجة، المهم أنها وصلت إلى الجهات الأمنية. بالأمس اتصلت بي شخصية قطرية مرموقة شغل مناصب عالية في الدولة واليوم يمارس المحاماة أفادني بحالة مشابهة لما ذكرت أعلاه لكن هذه المرة حدثت معه هو دون غيره وإليكم الرواية كما تلقيتها: كان في عيادة العلاج الطبيعي، ومقر العيادة له باب لدخول السيارات وباب للخروج. انتهت حصة علاجه وركب سيارته بصحبة سائقه واثنين كانا يرتديان ملابس إفرنجية(الشخصية القطرية كان يرتدي ملابس رياضية لتلقي العلاج الطبيعي)، وقفت سيارة أمام بوابة خروج السيارات تريد الدخول إلى مقر العيادة مخالفة للنظام فتراكم وجود السيارات بغية الخروج. أصرت السيارة المخالفة بقيادة أحد الآسيويين على الدخول ولكن لم يعد الأمر سهلا لكثرة السيارات التي تريد الخروج. ترجلت سيدة قطرية في مقتبل العمر كما يقول الشاهد من السيارة المخالفة واتجهت إلى سيارة المواطن المحامي وانهالت عليه بالسباب وبأقذر الكلمات وراحت تمطر المحامي القطري بالبصق عليه عن قرب ولحسن الحظ أن نوافذ سيارة المحامي محكمة الإغلاق في هذا الأثناء، اتصل المحامي بالشرطة معلنا عن وقوع الحادث ومبلغا برقم السيارة المخالفة لقواعد المرور وما تعرض له شخصيا من سباب وغيره. لم يقتصر الأمر على الشتيمة وقلة الأدب والبصاق على المواطن القطري إلا أنها تناولت بالسباب جالية عربية أخرى ليس لها ناقة في الموقف ولا جمل. (2) والحق أن هذه الحوادث والتصرفات ليست من أخلاق أهل قطر الطيبين، معروف عن الأسرة القطرية أنها تتمتع بأخلاق عالية وبحياء مرهف وتكاد لا تسمع صوتا للفتاة القطرية من شدة الحياء والاحترام للذات والمجتمع. ماذا أصاب مجتمعنا الخير؟ حادثتان في أقل من أسبوعين الفاعل فيهما سيدات. إننا في حاجة ماسة إلى أساتذة في علم النفس وآخرين في علم الاجتماع لدراسة تلك الظواهر ومعرفة الأسباب وإيجاد علاج قبل أن يستفحل أمر تلك الظواهر الغريبة على مجتمعنا القطري صاحب الأخلاق الرفيعة. نحتاج إلى إعلام وطني يزرع المحبة والألفة بين الناس، نحتاج إلى مناهج تعليم تعمق فلسفة التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة قطر، نحتاج إلى قواعد للمرور واجبة التطبيق من كل أطراف المجتمع خاصة المجتمع القطري ونتجنب ارتكاب المخالفات كي لا يقلدنا الآخر ولا يرتكب مخالفات تشوه مجتمعنا الطاهر النظيف. (3) في مقالتي الأولى المنشورة في 1 / 3 في هذه الصحيفة اتصل بي شخص لا أعرفه وراح يشرح أسباب الخلاف الأول بين الفتيات وهو لم يشاهد مسرح المعركة اليدوية وأنحى باللائمة على بعض الإخوة العرب نساء ورجالا المقيمين معنا على صعيد قطر الطاهرة وراح يغمز ويلمز من تلك الجنسيات العربية التي تعيش معنا. أقول لكل من يشارك هذا الرأي آنف الذكر في إلقاء اللوم على الآخرين بأنه تعميم خاطئ جدا وأنبه إلى أن هناك في كل أمة خيرين وأشرارا حاسدين وحاقدين وآخرين راضين بما أتاهم الله من فضله فلا يجوز التعميم. ولعلي أذكّر الكبير والصغير في هذا المجتمع أن للإخوة العرب المقيمين معنا بصمة في تطورنا، كانوا وما برحوا أساتذتنا من المراحل الأولى من التعليم من الابتدائية وحتى الثانوية، تعلمنا على أيديهم وأبدعنا في حياتنا العملية بتوفيق الله وبما علمونا، كانوا الأطباء الذين يشرفون على علاج مرضانا من إخواننا العرب. نعم إنهم قدموا لنا وقدمنا لهم مقابل ذلك فلا يجوز التعالي على هذه الجنسية العربية أو تلك من الذين يعيشون معنا، وسائل إعلامنا صحافة وإذاعة وتلفزيون تعج بأهل الخبرة من إخواننا العرب، وأهل الخبرة منهم وضعونا على خارطة العالم منافسين لكل وسائل الإعلام الدولية بفضل توجيهات القيادة السياسية في البلاد وعلى قمة هرم تلك القيادة سمو الأمير المفدى وولي عهده الأمين وآل بيته الكرام. لنا يا معشر المواطنين أسوة حسنة في أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه الذي لم ينس أساتذته أو الأطباء الذين يعملون في بلادنا ولم يتنكر لهم فقد منح بعضهم جنسية الدولة تكريما لما أعطوا وتفانوا في العطاء، وكانت قمة تقدير سمو راعي نهضتنا وعزة قطر ورافع مكانتها بين الأمم سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما سافر إلى مصر العزيزة ليقدم التعازي لأسرة أحد الأساتذة الذين أسهموا في تعليم أبناء قطر في منتصف القرن الماضي. مواقف كثيرة لسموه تجاه الأساتذة الذين أسهموا في العملية التعليمية في سالف الأعوام وللأطباء والمهندسين أيضا. آخر القول: تعالوا نردد قول الشاعر العربي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا تعالوا نعمل جميعا من أجل رفعة مكانة بلادنا بين الأمم بحسن الخلق، وحسن معاملة الغير، تعالوا نتمثل بأخلاق أهل المدينة المنورة تجاه بعضهم البعض وتجاه الآخرين. أهل المدينة المنورة يقول عنهم الإمام مالك "سلوك أهل المدينة سنة". وآخر الدعاء: اللهم ارزقنا حسن الخلق وسعة الصدر وقوة الإيمان وحب الوطن.