04 نوفمبر 2025

تسجيل

أبو المناصب أم النصيب

15 مارس 2011

إن من ضمن الخصائص التي يمتاز بها العالم العربي إنك تجد المسئول كشمشون الجبار الذي نسمع عنه في الأساطير ويوجد منه الكثير!! يستطيع أن يتولى مناصب بعدد أصابع يديه ورجليه حاله كحال من يتزوج بأربع وهو ليس لديه لا كفاءة جسمية ولا مالية ولو اكتفى بواحدة لكان أفضل له ولوفر على نفسه مشاكل هو في غنى عنها!! والسؤال المحير من أين يجد وقت أبو المناصب هذا إذا جاز التعبير؟؟ وكيف يستطيع أن يرتب أفكاره ويوزع جهده ووقته وفكره على هذا العدد الكبير من المسئوليات؟؟ وخاصة إن بعض المواضيع تحتاج إلى دقة ودراية ورؤية فنية وتخصص وقرارات صائبة وقد يكون الخطأ في بعضها له نتائج سلبية وليس خذوه فغلوه!! حتى ان إنعكاسات هذه الكثرة من المناصب لها آثار سلبية على صحة أبو النصيب هذا الذي يحسده الكثيرون، وربما يأتي يوم نرى أمثال هؤلاء مُفسري أحلام أو يُعيَنوا أئمة مساجد أو يفتوا في الأمور الشرعية والصحية!! بينما تجد هناك من لديه الكفاءة والخبرة يقتله وقت الفراغ ويقضي وقته فريسة للأمراض النفسية وهو يرى كفاءته مُعطلة وهذا يشبه حال المجالس والبرلمانات العربية، وتجد هناك فئة من الشباب المُتعلم والذي يمكن أن يُستفاد من وجوده في هذه المجالس ولكن؟؟ تجد أكثرهم من كبار السن والذي أفكاره لا تتناسب وما وصلت له الدول من مكانة متميزة على جميع الأصعدة وتحتاج لذوي البصر والبصيرة تُعين الحكومة على أداء رسالتها وليس عبئا أو مجرد ديكور ويحتاج لبرمجة ومموري جديد ويقضي وقته في إتمام معاملاته الشخصية بمطالبة المسئولين في مختلف الوزارات أو ربما يذهب أبعد من ذلك!! وأثناء انعقاد الجلسات يغط في سِباتٍ عميق، وقد يُعطى البعض أحياناً أكثر من منصب بسبب تفشي ثقافة السرقة هذه الأيام، وهذا ليس كلامي فالأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض الدول العربية بينت ذلك والواقع يقول ويدل على ذلك فكلما تم تعيين مسئول ما يلبث إلا أن تكسب من خلال الوظيفة فقد يكون هذا سببا وجيها لتعيين البعض في أكثر من منصب!! وقد يكون أمثال هؤلاء أثرياء من قَبل تولي المناصب ومثل ما يقولون عيونهم مليانه ولا ينظرون إلى المنصب إلا من باب خدمة الوطن أو المكانة الاجتماعية، والناس والكثيرون منهم يحسدون أصحاب هذه المناصب ونسوا أنها مسئولية قبل كل شيء وهي أمانة فسوف يسأل الله عنها هذا المسئول أو ذاك إذا فرط فيها أو ظلم أحدا ممن يعملون تحت مظلته، وها نحن نرى ماذا فعل الزعماء كبار السن بشعوبهم وخاصة من المشكوك بقواهم العقلية الذين ترجموا هذا الجنون إلى واقع فأخذوا يضربون شعوبهم بكل ما أُتوا من قوة وجبروت وبطش وقتل ودمار ولم يكتفوا بما سرقوه ويرحلوا بسلام، فالكرسي لا يتركه صاحبه حتى ولو بلغ من الكِبر عُتيا ولم يعد يقوى على السير ولو أعطاهم دود الأرض فرصة لحكموا وهم تحت التراب في عالم الأموات في البرزخ والعياذ بالله!! والبعض الآخر يطلق الوعيد والتهديد لشعبه بأنه سوف يُذيقه كل أصناف وألوان العذاب لو أقدم على أي فعل مُشابه، وآخر الكلام نتمنى الأمن والاستقرار في دول الخليج ومزيد من الإصلاح المدروس ومزيد من الدعم المادي الذي يتماشى وحجم هذه الثروات هذا الدعم الذي تكون له آثار إيجابية ومزيد من الحريات ظاهرياً وباطنياً،،،، وأن يعطي الزعماء وخاصة الأصغر سناً منهم الأقرب لهؤلاء الشباب أذانا صاغية وأن يتفهموا دوافعهم ومتطلباتهم وتوجهاتهم العفوية ويوفروا مزيداً من العدالة الاجتماعية وأن على الشعوب أن تنتهج أسلوب التعقل والحوار وعدم الانسياق وراء أمور لا تكون في مصلحة الوطن ولا المواطن ودائماً وتكراراً نقول كلنا أهل وأحبه ووضعنا لا يُقارن بالآخرين فالعقلانية مطلوبة في كل شيء فالحمدالله رب العالمين هذا ما يسعنا إلا ان نقوله. [email protected]