12 نوفمبر 2025

تسجيل

وطنُ الإنسانِ يحتضنُ مونديالَ اليدِ

15 يناير 2015

اليوم، تُخاطبُ بلادُنا العالَـمَ بتَـحَضُّرِها، وتماسُكِ بُناها السياسيةِ والاقتصاديةِ والـمُجتمعيةِ، وتَـمَـدُّنِ مجتمعِها وروحِـهِ الإسلاميةِ العربيةِ الإنسانيةِ، وكفاءةِ إنسانِها الـمواطنِ الـمُبدعِ، مع انطلاقةِ بطولةِ العالَمِ الرابعةِ والعشرينَ لكرةِ اليدِ للرجالِ. الحديثُ عن مونديالِ اليدِ حديثٌ عن وطنٍ ناهضٍ وشعبٍ حيٍّ شُـرِّفا بتنظيمِـهِ نيابةً عن أُمَّتِـهِما العربيةِ، فهو واجهةٌ حضاريةٌ تعكسُ صورةً رائعةً للإنسانِ العربيِّ مُـمَثَّلاً في الإنسانِ القطريِّ الكُفْءِ الـمُدركِ لدورِهِ الفاعلِ الـمُـؤثِّـرِ في محيطِـيهِ العربيِّ والدَّوليِّ، وهذا يدفعُنا لتوجيهِ ثلاثِ رسائلَ: الأولى: إلى إعلامِنا وصحافتِنا الرياضيَّيْـنِ العربيَّـيْـنِ الَّلذَينِ ينبغي لهما أنْ يلعبا دورَ الرافعةِ الرئيسيةِ في إبرازِ البطولةِ، وتركيزِ الضوءِ على جوانبِ القوةِ فيها إعداداً وتنظيماً وتفاعلاً جماهيرياً محلياً وعربياً وعالـمياً. فنحن، كمواطنينَ عربٍ، ننتظرُ أنْ تُسْـتَـثْـمَرَ كفرصةٍ ثمينةٍ يخرجُ فيها إعلامُنا من حدودِ الدولِ الوطنيةِ ليتحدثَ باسمِ الأمَّـةِ كلِّـها، لأنها بطولةٌ تنبضُ بقلوبِ الـمغاربةِ والنيل والقرن الإفريقي والشامِ وبلادِ الرافدينِ والخليجِ واليمنِ التي اتحدَتْ في القلبِ القطريِّ. الثانيةُ: إلى مواطني بلادِنا، وأشقائِهِم العربِ والـمسلمين وإخوتِـهِم في الإنسانية من الـمُقيمين، ليشاركوا في إنجاحِ البطولةِ جماهيرياً بالحضورِ إلى الـملاعبِ، وتشجيعِ الفِـرَقِ الـمُشاركةِ، وكم رائعٌ أنْ تحتضنَ بلادُنا منتخباتِ الدولِ الـمشاركةِ كلِّها، لكن الأروعَ هو الوجهُ العربيُّ الذي تحملُ ملامحَـهُ منتخباتُ السعوديةِ ومصرَ وتونسَ والجزائر ومنتخبُنا الوطنيُّ، وهو أمرٌ يبعثُ الطمأنينةَ في منافسةٍ عربيةٍ قويةٍ تُثمرُ وصول أحدِها إلى الـمباراةِ النهائيةِ، وفي حضورٍ جماهيريٍّ ضخمٍ يؤازرُها في جميعِ مبارياتِـها. الثالثةُ: إلى الشركاتِ الكبرى، الحكومية والـمُختلطة والخاصة، بوجوبِ ممارستِـها لدورٍ في النجاحِ الجماهيريِّ للبطولةِ، فمن الـمُمكنِ أنْ تمنحَ، بالتناوبِ بينها، عدداً من العاملينَ فيها إجازاتٍ مدفوعةَ الأجرِ لنصفِ يومٍ مثلاً ليحضروا الـمبارياتِ، أو أنْ تقومَ بتنظيمِ حضورِهِـم لها تحت إشرافِها وبالتنسيقِ مع اللجنةِ الـمُنَظِّمَـةِ. وهما أمرانِ سيكونُ لهما صدى إعلاميٌّ في صحافتِـنا، ولا نشكُّ أنه سيتمُّ النظرُ إليهما بعينِ التقديرِ بالنسبةِ للشركاتِ الخاصةِ في أفضليةِ حصولِـها على عقودٍ حكوميةٍ في مجالاتِ عملِـها مستقبلاً. كلمةٌ أخيرةٌ: نُرحبُ بمُنتخباتِ الدولِ الـمشاركةِ في قطرَ، وطنِ الإنسانِ، راجين الله أنْ تكونَ مشاركاتُها نقلةً نوعيةً تُسهمُ في ترسيخِ الروحِ الرياضيةِ، وتُعَزِّزُ الروابطَ الإنسانيةَ بينَ الشعوبِ والأممِ.