18 نوفمبر 2025
تسجيلدائماً وأبداً كنا نقول ونردد خلف صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله ورعاها: إن الإنسان هو ثروة وطننا الحقيقي فاى ثروة مهما كانت ثمينة لا تعادل ولا تساوى الثروة البشرية والاستثمار فيها. فالعقول الجميلة المنيرة هى التي تصنع الحضارة وهى التي تصنع الثروة، ولا شك أننا حينما نبدأ في الحديث عن التطوير في اى شيء لابد أن نبدأ أولا من العقل مركز التطوير الأول، فاعتقد بأننا إذا طورنا عقولنا وأفكارنا فإننا بذلك سنصبح في المقدمة. وإذا تأملنا بروية وحكمة اى مجتمع متقدم في العالم سنجد أن التقدم هو تقدم بشرى في المقام الأول، وان التطور مصدره الأساسى هو الإنسان، والبناء هو بناء بشر لا بناء عمران فحسب. وادلل على ذلك بالثروات المخيفة من نفط وغاز والماس ومعادن في جنوب القارة الإفريقية، ومع ذلك هم أكثر الناس تخلفا لا لشيء إلا لان التطوير لم يصل للبشر، على عكس دول محدودة الموارد والثروات الطبيعية كاليابان ولكنها غنية بالعقول والفارق واضح وجلي. ولذلك كان من اهتمامات قطر الاولى استثمار العقول، وإذا نظرنا إلى أهم ما يدعو إليه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، انه من يمتلك زمام المعرفة هو القادر على التأثير على البشر لأنه هو المتحكم في صناعة التغيير أكثر من ذلك الذي يمتلك سلطة المال والثروة. ولا نتعجب عندما نعلم أن قطر قامت بتخصيص 350 مليون دولار لمشاريع ذات صلة بالابتكار في الداخل والخارج لأنها تعي تماما أن اى استثمار في العقل البشرى سيعود إليها بأكثر مما أنفقت مرات مضاعفة، ولذلك تجد صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لا تترك مناسبة أو محاضرة أو ندوة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي إلا ودعت إلى أهمية الاستثمار في عقول أبنائنا.. وإنها تؤكد دوما أن أفضل محفظة استثمارية يمكن الحفاظ عليها هم الأبناء والأطفال، وان ما يزرع في القلب والعقل مستحيل أن ينتزعه احد، وهى من تؤكد دوما أن اهتمامها بأبنائها من أهم أولوياتها في الحياة.. وإنها تعي جيداً أن الأسرة والطفل هما الخلية والنواة الأولى في المجتمع وإن بناء أبناء ذوي خبرة وعقل واع ناضج مواكب للأحداث ملم بما يجري حوله من مستجدات وتطور إنسان متجدد بفكرة وعمله، لا يتوقف طموحه عند مدى معين، قادر على الإنتاج والابتكار والإبداع وقادر ايضا على أن يصل بوطنه إلى أرقى مستوى من التميز والخبرة.. نحتاج إلى عمل جاد وخلاق والى الاهتمام بالنشء من البداية ومن مراحل مبكرة والى تغيير ثقافة الاستهلاك واعتماد ثقافة الإنتاج، وهذا لن يأتي بليلة وضحاها، ولكن بالعمل والتطوير في سياسات التعليم. ودائما ما تؤكد سموها على دور الشباب والاهتمام بتوظيف طاقاتهم وفق رؤية جريئة ومبدعة، يمكن أن يشكل إسهاما حقيقيا لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتطوير الحقيقي للمجتمع. إن بوادر الاستثمار في البشر وعلاماته نشعر بها في كل مجال من حولنا.. من خلال مؤسسات كبيرة كمؤسسة قطرللتربية والعلوم وتنمية المجتمع (قطر فاونديشن) بكل ما تحفل به من جامعات كبيرة عالمية ومن مراكز بحثية ومن نهضة تعليمية شاملة طالت كل شيء بدءاً من تطوير المعلم وانتهاء ببنية تحتية تعليمية تواكب ارقى ما يقدم في بلدان غربية متقدمة. وأخيراً إن تحديد الهدف وشحذ الهمم والطاقات وتضافر الجهود في عمل جماعي متناغم، أهم عناصر النجاح للوصول إلى الهدف الاسمى ولا شك أن مراكز التدريب والتطوير العامة والخاصة جميعها لديها هدف واحد هو تطوير الإنسان، الذي أعتقد جازمة انه يعيش في ازهى عصر يهتم به وبحقه وبكرامته وحريته، في ظل أمير الحرية حفظه الله ورعاه.. وبمساندة ودعم من سيدة قطر الأولى سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله.. ودعائي الى الله العلي القدير أن تحفظ لنا دولتنا الحبية قطر حكومة وشعباً، إنك نعم المولى ونعم النصير وسلامتكم. [email protected]