06 نوفمبر 2025
تسجيلبعد مرور أكثر من أربعة عشر قرناً على نزول الوحي على سيد الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومع كثرة وسائل التعليم وسهولتها سواء في المدارس أو المساجد ومن خلال خطب الجمعة والدروس الخفيفة التي تكون بعد بعض الصلوات وكذلك من التلفاز والإذاعة والإنترنت إلا أننا لانزال لا نعرف كيف نصلي!! وهذا الشيء ليس من هلوسات العقل وإنما واقع مؤلم حقيقة، فمن يدخل المسجد لتأدية الصلاة المفروضة خلف الإمام الذي بدوره يلتفت للمصلين ويقول لهم (استووا تراصوا ساووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة" يلاحظ أن الصفوف غير متساوية وكل شخص يقف بطريقته الخاصة فمنهم من يقف على الخط الموجود على السجاد ومنهم من يقف خلف الخط ليتسنى له أخذ مساحة أكبر عند السجود!! ومنهم من يقف وقد فرج بين رجليه لدرجة أن الطفل الصغير يستطيع المرور بينهما دون مشقة! ومنهم من يغلق رجليه وكأنه يقف وقفة عسكرية! مع أن الإمام قد قال "حاذوا بين المناكب والأعقاب" ومنهم من يترك فرجة بينه وبين من يقف بجانبه وقد قال الإمام قبل الصلاة (تراصوا ولا تتركوا فرجة للشيطان) "والجماعة تاركين جلسة سمر للشياطين" ومنهم من يتحرك كثيراً في الصلاة فإما أنه يستند في الوقوف على رجل واحدة ويغير الوضع كل قليل! ومنهم من يناظر الساعة أو يرتب وضع الغترة والعقال أو يمسح على شعره ليتأكد أن تسريحته لم تتغير أو تتأثر من الجلوس والوقوف ومنهم ومن كثرة حركاته في الصلاة يشعر من بجانبه أنه يقف في طابور الانتظار عند المخبز!! ومنهم من يسابق الإمام في الركوع والسجود لدرجة أن المصلين يظنون أن الإمام يقتدي به!! ومنهم من يركع وينزل جسمه بطريقة معينة وكأنه يريد السجود وبعضهم يتعالى على الركوع ويظن من يراه أنه واقف وفي السجود نرى العجب العجاب فكل مصلِ له طريقته الخاصة!! ومنهم من نسي تحويل الهاتف إلى وضعية الصامت ولحرصه على تأدية الصلاة ولزيادة الخشوع فيها ولكي لا يزعج إخوانه المصلين من رنة الهاتف يخرجه ويقوم بتغيير وضعيته من الرنين إلى الصامت في الوقت الذي يقرأ فيه الإمام "إهدنا الصراط المستقيم"!!، ومن المصلين من لا يبالي بهذا ويترك الهاتف على حاله لأنه ينتظر مكالمة مهمة جداً وضرورية ولا تحتمل التأخير (أهم من الصلاة )!! ومنهم وما أن ينتهي الإمام من التسليم إلا وتراه يقف عند الباب يستعجل الخروج!! وما أكثر النوعية الأخيرة في صلاة الجمعة حيث يستغرب البعض استعجالهم في الخروج دون الجلوس لدقائق معدودة للتسبيح والذكر، وقد يقول قائل ربما لديهم ظروف معينة لاتعلمها وهذا الكلام صحيح فمن الخطأ أن نحكم على الشخص من تصرف معين يبدو في نظرنا أنه خطأ لكن إذا كان نفس الأشخاص وبعد كل صلاة جمعة يقومون بهذا العمل فهذا يعني أنها عادة وليست ظرفاً طارئاً، ألهذه الدرجة صارت الصلاة ثقيلة على من يؤديها مع أنها لا تأخذ من وقت الإنسان إلا الشيء اليسير وهي عبادة مفروضة من سابعة سماء وهي العبادة الوحيدة التي فرضت في السماء بعكس باقي الفرائض ومع أنها تؤدى خمس مرات في اليوم إلا أنها ثقيلة ومتعبة عند البعض فكيف لو كانت خمسين صلاة كما فرضت في البداية فكيف سيكون الحال؟.سؤال: أين الخلل ياترى؟ ولماذا كثير من الناس لا يعرفون الطريقة الصحيحة للصلاة؟ مع أنها عبادة يومية وتؤدى خمس مرات في اليوم، فهل نلوم المدارس ومدرسي العلوم الشرعية؟ أو نلوم وزارة الأوقاف؟ أم نلقي اللوم على أئمة المساجد؟؟نصيحة: الصلاة فيها لذة وطمأنينة واستشعار غريب براحة نفسية ليس لها مثيل فهلا استشعرتموها وأنتم تؤدونها. [email protected]