13 نوفمبر 2025
تسجيلأبدأ مقالي هذا وأفكار كثيرة تزدحم في رأسي ولا أعرف من أين أبدأ حقيقة لكني قادرة على أن أحدد شعوري هذه اللحظة وأميزه من وسط كل المشاعر التي تأخذ هي جانبا أيضا من التبعثر وهو أنني فخورة أنني من قطر وأعيش على أرض قطر وأحيا في قطر وسأموت بإذن الله على هذه الأرض العربية المسلمة التي تواصل كل يوم طريقها للعلياء والرفعة ليس في إنجازاتها فقط وإنما بأخلاقها أولا وهذا في رأيي السمو في الرقي الذي يجب أن تنشده اي دولة قبل أن تبحث عن إنجازات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، ولذا فالدوحة اليوم لا تعد منارة لنجاحات عالمية بل إنها يمكن أن تكون قدوة في العمل القيادي الذي لا يجب أن يركز عن تحسين سمعة بلاده خارجيا وتوثيق علاقاتها على اختلافها ولكن يجب أن يكون التأسيس من الداخل أولا فيكون هذا التكاتف الشعبي مع توجهات القيادة التي يمكنها لاحقا أن تنطلق لأبعد نقطة في الخارج. اليوم ولأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم توظف دولة مستضيفة للمونديال هذه المناسبة العالمية لتحقق حلما لشعب محتل يسقط دائما من أجندة العالم الذي يقول عن نفسه إنه متحضر وحقوق الإنسان من أولويات عمله وتطلعاته، لأنه وللأسف الطرف الأضعف في قضية احتلال طويلة طرفها الأقوى هو كيان مغتصب زُرع في قلب الأمة العربية منذ أكثر من سبعين عاما وبنى لنفسه دولة داخل دولة فنهب الأرض والحرث والبيت والحقل والخيرات ولكنه من سوء حظه لم يستطع أن يسلب من الشعب كرامته وحقه في استرداد بلده من المغتصبين، وهو الشعب الفلسطيني الذي لطالما كانت ولازالت وسوف تظل دولة قطر بحول الله تدعو لاسترداد حريته وحقوقه وإعلان دولته وعاصمته وحدوده المرسومة التي سوف ترفرف عليها أعلام فلسطين. ولذا ونحن على بعد أسبوع فقط من انطلاق المونديال على أرضنا العربية المسلمة الوفية لكل الشعوب العربية والإسلامية استطاعت قطر أن تحقق انتصارا لفئة من هذا الشعب ولا أعلم هل يمكن وصفه بالنجاح الدبلوماسي أو الرياضي أو السياسي أم ماذا، لكني متأكدة أنه نصر بكل المقاييس حينما قالت ( لا ) لجميع المطالب الإسرائيلية في المساهمة أولا في تشغيل شبكة الاتصالات لمشجعي المونديال و ( لا ) ثانية لافتتاح مكتب أو ما سُميت بقنصلية مؤقتة إسرائيلية للتنسيق بينها وبين المشجعين الإسرائيليين الذين سوف يحضرون كأس العالم حسب تعاليم الفيفا التي يتوجب على أي بلد مستضيف أن يفتح بلاده لجميع شعوب العالم دون استثناء أو بحسب اعتبارات سياسية في تأكيد لعدم تسييس الرياضة وهي قاعدة أساسية افتقر لها بعض الغرب في أوروبا الذي أدخل اعتبارات سياسية في محيط الرياضة ليظهر الحقد الكامن المكتنز منذ 12 سنة ويتفجر اليوم على شكل هذه الحملات الممنهجة ضد قطر. ولهذا فإن الدوحة استطاعت أن تستغل هذه المطالب لتقوم بهجمة مباغتة و ( ضربة معلم ) في أن تسمح إسرائيل لـ 8000 مشجع فلسطيني بالقدوم للمونديال وحضور مبارياته عن طريق مطار بن غوريون الإسرائيلي مقابل حضور 3900 مشجع إسرائيلي سوف يحضرون عن طريق خطوط الطيران القبرصية بعد أن منعت قطر دخول أي شركة طيران إسرائيلية أراضيها ومطاراتها وهذا أمر يحدث لأول مرة في تاريخ البطولة بحيث سوف يتمكن الفلسطينيون من الحضور إلى بلد المونديال ومتابعة المباريات والفعاليات والاستمتاع بالأجواء لتنصاع إسرائيل لمطالب الدوحة بحيث ستتولى بعض الشخصيات الدبلوماسية التي سوف تحضر البطولة بحسب بروتوكول الدعوات المتبع من الفيفا عملية التنسيق للمشجعين الإسرائيليين وهذا أمر يعد في نظري انتصارا ونصرة قطرية لفلسطين الساقطة عمدا من روزنامة العالم بأسره وليؤكد القطريون أن لا مونديال بدون فلسطين.. فعاشت بلادي.. عاشت قطر.