05 نوفمبر 2025

تسجيل

بطاقة الإقامة الدائمة  

14 سبتمبر 2018

في بادئ الأمر لا بد من الاشادة والتقدير للقيادة السياسية في بلادنا على اصدار التشريعات القانونية التي تبين الاهتمام بأمر المقيم ومن في حكمه من ابناء القطرية من اب غير قطري وزوجة غير قطرية من زوج قطري وغير ذلك من الفئات. قيادتنا الحكيمة وعلى قمة هرم السلطة فيها لم تنشغل بأمر الحصار المفروض على قطر لاكثر من عام وتهمل قضايا اخرى، وكان على رأس تلك القضايا الاهتمام بشأن المقيم على الصعيد القطري بعد ان تبين مدى ولاء هذه الفئة من الناس لقطر واهلها وقادتها. منذ اليوم الأول للحصار أشاد سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بدور اخواننا المقيمين معنا واشاد بهم وبما يقدمون من اجل امن قطر وسلامتها كل في مجال اختصاصه. كان المقيم مقترنا بالمواطن في كل خطابات سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أشاد بهم وأثنى على ما يفعلون . (1) الحصار المعلن على دولة قطر ومن على صعيدها من قبل ثلاث دول عربية شقيقة "وملحق" لم يفزع اخواننا المقيمين واخص هنا العرب، حيث يدفعهم امر الحصار لتحويل مدخراتهم الى الخارج والاسراع باخراج اسرهم والبحث عن مأوى يؤويهم اذا تعذر عليهم العودة الى الوطن الاصل مثل اخواننا اليمنيين والفلسطينيين والسوريين والليبيين وغيرهم الذين حلت بأوطانهم كوارث أيدي محاصري قطر ليست بعيدة عنها والتاريخ شاهد . رجال اعمال كبار ومدخراتهم تعد بالملايين مقيمون معنا، بعضهم ولد على صعيد قطر والبعض اتى مع والديه منذ اكثر من اربعين عاما ولا يعرف وطنا غير قطر، تربى على ترابها وشب وكبر وتعلم في مدارسها وجامعاتها ومعاهدها وابدع، ومن ذريتهم مبدعون ومنتجون تعلموا في قطر وخارجها، لم تراودهم انفسهم تحت مقصلة رعب الحصار وتطلعات قادته لغزو قطر عسكريا كما قال بذلك الشيخ صباح امير دولة الكويت في مؤتمره الصحفي في البيت الابيض بحضور الرئيس الامريكي دونالد ترامب، لم تراودهم انفسهم بترحيل اسرهم وتحويل مدخراتهم الى خارج قطر، ومن هنا كانت إشادة سمو الأمير الشيخ تميم بالمقيمين وما فعلوا ويفعلون من خير في قطر، انهم يتألمون لآلام قطر ويفرحون لأفراحها البعض منهم وهم كثر دفعوا أبناءهم للالتحاق بالجيش القطري استعدادا للدفاع عن قطر وسيادتها وقيادتها جنبا الى جنب مع ابناء قطر الاوفياء، ومن هنا كانت التوجيهات الاميرية السامية بإصدار تشريع ينظم حياة المقيمين في قطر فكان قانون "الإقامة الدائمة".  (2) لاشك بأن قطر سبقت جميع الدول الخليجية وبعض الدول العربية في اصدار ذلك التشريع وهي سنة تجب الاشادة بها. في هذا السياق ذكر المرسوم السامي بأنه سيجري منح 100 شخص كل سنة إقامة دائمة طبقا للقواعد التي حددها المرسوم، وهنا يثور السؤال: هل مائة فرد ام مائة اسرة بصرف النظر عن عدد أفراد الاسرة الواحدة؟ في هذا المجال قد يعطى فرد في هذه الاسرة الاقامة الدائمة وبقية افراد الاسرة اقامة عادية، وهنا يحدث الخلل في داخل الاسرة  الامر الذي سيؤثر على حياة الاسرة في المجتمع. الامر الآخر، يوجد في مجتمعنا جاليتان هامتان متواجدتان على ارض قطر منذ ازمان (اليمن وفلسطين) الاولى امتداد قبلي عريق وخدم الاباء في المؤسسات الرسمية الجيش والامن وافنوا حياتهم على صعيد قطر حبا وعطاء ووفاء، وجاء نسلهم ليكملوا المشوار بعد ان تعلموا وحصلوا على مؤهلات علمية وما برحوا يعملون في مؤسسات الدولة بكل جهد واخلاص وفوق هذا الانتماء الى الوطن القطري. الجالية الثانية، اتت الى قطر ومعظمهم يحملون مؤهلات علمية في كل حقول المعرفة (الادارة والاقتصاد والطب والهندسة والزراعة والتعليم.. الخ) وبقوا معنا جماعة منتجة لم نتحمل تكلفة تعليمهم أليس من العدل ان تنال هاتان الجاليتان نظام "الاولى بالرعاية" دون المرور على الية  اللجان الموكول لها الامر؟ جانب اخر في  المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية الذي نشرت وقائعه في الصحافة المحلية في الحادي عشر من سبتمبر الحالي يقول العميد سالم صقر المريخي: تهدف بطاقة الاقامة الدائمة الى جانب امور اخرى، الى زيادة الاستثمار وتشجيع رؤوس الاموال والذي مؤداه نمو الدولة اقتصاديا، والاستفادة من الكفاءات في الدولة" من هذا المنطلق فإن رجال الاعمال الناجحين ومنهم في قطاع المقاولات والذين مشهود لهم بكفاءة الانتاج وصدق العمل، وكذلك الاطباء والمهندسون واساتذة الجامعات ذوو السجل المرموق،  فالحق ان يكون لهم الاولوية في الحصول على "البطاقة الدائمة" كما للجاليتين سالفتي الذكر. يثور سؤال لم اجد الاجابة عليه لا في المرسوم السامي ولا في المؤتمرات الصحفية مؤداه، هل حامل البطاقة الدائمة يحق له حمل جواز قطري والذي لا يعني بالضرورة الجنسية، وانما لتسهيل حركة التنقل في اقطار العالم التي يحق للمواطن القطري الوصول اليها دون عناء؟ آخر القول: إني من دعاة التعامل في هذا المجال في شأن البطاقة الدائمة أن يكون على مستوى الأسرة وليس الفرد، بمعنى منح مائة أسرة سنويا في أدنى تقدير ذلك الحق بصرف النظر عن عدد أفراد الأسرة، والله ولي التوفيق .