14 نوفمبر 2025
تسجيلحالة الصمم السوري الرسمي مستمرة ويكرسها استقراء خاطئ لأحداث المنطقةهذه المرة قد تأتي الحلول من البرازيل فعلا.. فقد تبنت البرازيل والهند وجنوب إفريقيا مبادرة لحقن دماء ثوار سوريا في ظل هذه المحنة التي رسم لها النظام هناك مشاهد خاصة وربما حلف ألف مرة أن صياغة ختام تلك المشاهد ستكون وفق رؤيته وبطريقته الخاصة بينما للعالم أجمع رأي آخر ورؤى قد تأتي من هنا وهناك شفوية أحيانا وقد ترفع السلاح في قادم الأيام إذا استمر حمام الدم هناك نازفاً دونما مبرر سوى قمع الكرامة لشعب ظل طويلاً صامتاً ومقهوراً. ومن الغريب أن أول مرة أسمع بدولة أسمها البرازيل عندما كنت طفلاً أتسمر أمام شاشة التلفاز أتابع كغيري من المعجبين المسلسل السوري الشهير " صح النوم " فإذا بالفنان القدير" نهاد قلعي " يمتحن جغرافية عقولنا منذ عقود ويلقي بين يدي الجميع السؤال الحائر " إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل " فعلقت البرازيل هكذا في الذهن كما علقت حارة " كل مين إيدو إلو " والأبضايات وغلبة القوة ومنطقها على كل شيء في الحارة وفي عموم مسلسل " صح النوم " الذي كان بلونين فقط في زمن ما قبل الانترنت وساعات المنبه المتنوعة التي توقظ كل نائم أو غافل. فنقول لنظام الأسد صح النوم فعلاً فقد عرف شعبك منذ زمن ماذا في إيطاليا من حرية وديمقراطية وعلموا كذلك ماذا في البرازيل غير حبوب البن واحترافية الكرة في العاصمة الجديدة برازيليا فهناك أكثر من 20 حزبا سياسيا تتنافس على السلطة الفيدرالية وتعد البرازيل من أكبر 20 دولة "اقتصاد عالمي" وتسجل البلاد ضمن قائمة الدول الأكثر ديمقراطية في العالم وقد هاجر إليها مبكراً بعض الإخوة من سوريا وعموم الشام ربما خوفاً من لحظات البطش والقمع التي مورست وتمارس الآن بقوة ضدهم ومن غير مبرر. ويأتي التحرك البرازيلي من البعيد القاصي خلف البحار لأن الدم العربي حار وغيور فقد تحركت بعض القوى من أصول عربية هناك للعمل على وقف حمام الدم السوري والذي لم يكمن " حمام الهناء" كما في نفس المسلسل الشهير الذي ربما تابعه السيد الرئيس بشار في طفولته وندعوه الآن لتكرار مشاهدة المسلسل لاستنباط بعض المضامين العقلانية الواعية التي ظل يسهم بها الشعب السوري العريق كما ظل يسهم في رسم الوعي العربي العام تجاه الحرية والديمقراطية على أرض عرفت منذ أقدم وأعرق الحضارات الإنسانية وعلاقتها بالتمدن وصياغة الفكر الراقي بدلاً من إضاعة وقت فخامته في استنزاف الدم وقتل الأبرياء أو ربما ليس لدى فخامته الوقت لمتابعة الأفلام والمسلسلات أو كل ما يقال عن حماقات نظامه وشراسته عبر الشاشات فيظل مقتنعا بوجود جماعات إرهابية دخيلة واستحداث مصطلح " الشبيحة " ضمن المفردات الشامية ومشهد الحياة اليومية هناك وخاب النظام في قلب المشهد فالجماعات بالفعل إرهابية تستحق السحق والقمع ولكنها في النهاية تحت إمرة كبار ضباطه وكتائبه. المسلسل السوري مستمر ولكن هذه المرة ليس عبر الشاشات بل في الشوارع وتحت مرأى العالم ويدعو للصحوة واليقظة من النوم العميق الذي غط فيه النظام متجاهلاً كل الرسائل العربية والإقليمية والدولية بالركون إلى العقل وترك الحرية للشعب لتقرير مصيره فكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رسالته الأخيرة والشهيرة بسبب الأحداث هناك بأن مستقبل سوريا أمام خيارين لا ثالث لهما. إما أن تختار بإرادتها الحكمة أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لا سمح الله مؤكداً أن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية. فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب كما أن بإمكان الحكومة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة. بل وتم سحب السفير السعودي من دمشق وحظي هذا الخطاب بتأييد دولي واسع ومضت بمثله بعض الدول الخليجية وحملت تركيا رسالة واضحة إلى النظام هناك إلا أن الآذان لا تصغي لشيء كما كانت كذلك عندما بادرة دول عربية مبكراً إلى هذا التوجه حيث جمدت دولة قطر أعمال سفارتها مبكراً هناك. فحالة الصمم السوري الرسمي مستمرة ويكرسها استقراء خاطئ لمجمل أحداث المنطقة وديموغرافية الشعب السوري. فالحل لمجرد حفظ ماء الوجه هو إعلان النظام لتعددية حزبية وانتخابات عاجلة تحت مظلة رقابة عربية ودولية ومواثيق ضامنة للقوى الثائرة هناك وسيختار الشعب من يريد حتى لو كان السيد بشار كما تلوح أمام المشاهد الزائر هناك تلك اللوحات الدعائية التي تحمل صوره وعبارة " منحبك " أي بالسوري نحبك كما في اختلافات اللهجة الشامية العذبة. فامتحان المحبة سيكون صناديق الانتخاب النزيهة. أو الرحيل مبكرا ليقرر الشعب مصيره[email protected]